خلال قراءة مقال: "تصحيح صورة الغرب" للكاتب حازم صاغية استوقفتني تلك الفقرة البارزة التي تقول إن "الغرب ينقسم واقعيّاً إلى دول وثقافات وطنية وأديان ولغات وطبقات اجتماعية ومناهج تعليم، مثلما ينقسم إلى مصالح وآراء لا حصر لها"، وهي فقرة تضع النقاط على الحروف، بكل وضوح. فدعاة الاختزال وصراع الثقافات والمتطرفون على كلا الجانبين هم من يطلقون تلك الدعوات التعميمية المخلة التي تضع الغرب أو الشرق في سلة واحدة، وتتحدث عن هذا الطرف أو ذاك وكأنه كتلة واحدة مصمتة، لا تمايز بين مكوناتها. هذا في حين أن لكل بلد ولكل شعب، بل لكل إنسان، خصوصياته، التي لا يمكن إجمالها مع غيره. وأكثر من هذا أعتقد أن محاربة التطرف والإساءة إلى الغير في الغرب والشرق مهمة متعينة اليوم على جميع عقلاء العالم، وكافة ذوي الثقافة الإنسانية الوسطية المتوازنة، من أتباع مختلف الأديان والثقافات، وهم الأغلبية الساحقة في جميع بلدان العالم... أما المتطرفون والعنصريون والكارهون للآخر فهم قلة ضئيلة في كل بلد من بلدان العالم. عادل يوسف - الدوحة