استعرض هنا الكاتب محمد السماك في مقاله: "التحولات اليهودية من القضية الفلسطينية" جوانب تاريخية مهمة تسمح بتفسير عقلية المستوطنين الصهاينة، حيث أبرز بعض الخلفيات التي تحدد سلوكهم، في اعتداءاتهم الاحتلالية على الشعب الفلسطيني، مدفوعين في ذلك بما اكتنزته ذاكراتهم الفردية والجمعية من صنوف معاناة أثناء عهد شتاتهم في أوروبا، وما تعرضوا له هناك من فتك وإبادات فظيعة. ولا يكاد يقل عن ذلك خطورة سعي بعضهم لطمس الحقيقة حين يتقدمون بالمزاعم والمطامع في أراضي الشعب الفلسطيني بدعوى كونها أرضاً موعودة! ولكن الأغرب من هذا كله هو دعم قطاعات معينة في الغرب لكيان الاحتلال، في حين يزعم الغرب العلمانية والديمقراطية، وفصل الدين عن الدولة، وهذا كيان يزعم أنه يقام على أسس دينية قديمة، وما زال غلاة اليمين الصهيوني مثل ليبرمان -الذي تحدث عنه المقال- يرفعون شعارات لا تختلف في شيء عن عقلية العصور الغابرة. ومن المفارقة بعد هذا أن يصف الغرب الصهاينة بأنهم "واحة الديمقراطية" الوحيدة في المنطقة، بدل وصفهم بأنهم يتحدثون خطاباً خارجاً عن منطق العصر! وليد عبد الحميد - عمان