نقد صيني للمناورات اليابانية- الأميركية... وشجب أوروبي للانتخابات البيلاروسية الفيلم المسيء للإسلام وما أثاره من ردود فعل منددة في العالم الإسلامي، وتأييد المحكمة العليا الإيطالية لإدانة مسؤولين استخباريين أميركيين بتهمة اختطاف أبوعمر المصري، والانتخابات البرلمانية التي جرت في بيلاروسيا نهاية الأسبوع، والمناورات العسكرية المشتركة بين اليابان والولايات المتحدة قرب جوام... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. أحداث الفيلم المسيء صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أفردت افتتاحية عددها ليوم الاثنين للتعليق على الفيلم المسيء للمسلمين، وما أثاره عبر العالم الإسلامي من موجة احتجاجات غاضبة تحولت في بعض الأحيان إلى أعمال عنف وشغب. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن التحقيقات كشفت أن منتج الفيلم المسيء يدعى نقولا باسيلي نقولا، وهو مهاجر مسيحي قبطي من مصر يعيش في ولاية كاليفورنيا، وليس أميركياً إسرائيلياً مثلما أعلنت بعض وسائل الإعلام من قبل، مضيفة أن الأشخاص الذين روجوا لفيلمه لديهم تاريخ من الاستفزاز المتعمد للمسلمين والإساءة للإسلام، لتخلص إلى أن المشروع برمته كان القصد منه هو إلهاب المشاعر عبر العالم الإسلامي. فكان لهم ما أرادوا، تقول الصحيفة؛ حيث اندلعت مظاهرات احتجاجية من أستراليا إلى تونس، وسجلت إصابات في أفغانستان ومصر ولبنان وليبيا وتونس والسودان واليمن. ورفع انتحاري في كابول حصيلة القتلى عبر العالم إلى أكثر من ثلاثين. على أن أكثر ردود الفعل العنيفة مأساوية هي تلك التي شهدتها مدينة بنغازي الليبية، حيث قام أشخاص باقتحام مبنى القنصلية الأميركية، وأضرموا النار في المبنى. وحسب الصحيفة، فقد حاول الدبلوماسيون الأميركيون الهرب، ولكن السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وموظفاً آخر تاها وسط الفوضى العارمة. قبل أن يعثر لاحقاً على ستيفنز حياً من قبل ليبيين في القنصلية، وينقل إلى المستشفى، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة جراء استنشاقه الدخان. الصحيفة تقول إن أسئلة عديدة تتعلق بهذا الحادث ما زالت دون إجابات، حيث إن هناك من يقول بفرضية العمل المدبر، مشيراً إلى أن الهجوم صادف ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ومن يقول إن المظاهرة بدأت سلمية في الأصل قبل أن تتطور وتخرج عن السيطرة. وكلها أسئلة يجب أن تتم الإجابة عليها، تقول الصحيفة. تحقيق العدالة ضمن افتتاحية عددها ليوم الخميس، علقت صحيفة "ذا هيندو" الهندية على الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا الإيطالية، وأيدت فيه حكماً قضائياً سابقاً يدين 23 مسؤولاً أميركياً بتهمة اختطاف إمام مسجد ميلانو السابق أسامة مصطفى حسن نصر، المعروف أيضاً بأبي عمر المصري، في فبراير 2003. وكان عمر، الذي كان لاجئاً سياسياً في إيطاليا وقتئذ، قد اختُطف من قبل "وكالة الاستخبارات المركزية" الأميركية في مدينة ميلانو الإيطالية ونقل عبر ألمانيا إلى مصر، حيث يفترض أنه تعرض للتعذيب لمدة سبعة أشهر، في غياب المسؤولين الأميركيين في أحيان كثيرة. وكانت المحاكمة الأصلية قد جرت غيابياً، وانتهت بإصدار المحكمة لحكم بالسجن سبع سنوات في حق 22 مدعى عليه، بينما حكم على المتهم الثالث والعشرين، رئيس محطة ميلانو السابق الكولونيل روبرت سيلدون لايدي، بتسع سنوات. وعملاً بمبادئ محاكمات نورمبرج، فقد رفضت المحكمة قبول ما دفع به المتهمون من أنهم إنما كانوا ينفذون الأوامر فقط. كما قضت بمنح عمر وزوجه تعويضاً قدره مليون يورو، ونصف مليون يورو على التوالي. الصحيفة قالت إن هذه القضية مهمة لأنها أكدت سلطة القانون على ممارسات مسؤولين في الخارج، حتى وإنْ كان الهدف الظاهر لهذه الممارسات هو "محاربة الإرهاب"، معتبرة حقيقة أن ضحية من ضحايا عمليات "التسليم الاستثنائي" سيحصل أخيراً على شيء يشبه العدالة هو حدث إيجابي. انتخابات بيلاروسيا صحيفة "آيريش تايمز" انتقدت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء نتائج الانتخابات البرلمانية التي شهدتها بيلاروسيا يوم الأحد. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو فاز بكل الأصوات، مثلما كان متوقعاً. ذلك أن كل المرشحين الفائزين الـ109 للبرلمان في "انتخابات" بيلاروسيا ينتمون إلى أحزاب تدعم الرئيس السلطوي الذي يدير الدولة السوفييتية السابقة، "آخر ديكتاتورية في أوروبا"، منذ 1994، والذي "أعيد انتخابه" في 2010 لولاية رابعة. وأضافت تقول إن كل الانتخابات التي جرت خلال العقدين الماضيين في ذلك البلد البالغ عدد سكانه 9,5 مليون نسمة كانت غير نزيهة حسب المراقبين الدوليين، وعدد من المعارضين في السجن أو المنفى. النظام زعم أن نسبة المشاركة بلغت 74 في المئة، مشيراً إلى أن دعوة قطاعات من المعارضة لمقاطعة الانتخابات منيت بالفشل. يشار هنا إلى أن حزبي المعارضة الرئيسيين في بيلاروسيا الحزب المدني المتحد والجبهة الشعبية البيلاروسية دعيا إلى مقاطعة هذه الانتخابات. كما أن معظم مرشحي المعارضة حُرموا من المشاركة في الانتخابات، بينما عانى أولئك الذين سُمح لهم بالترشح مما وصفه الاتحاد الأوروبي بـ"مناخ عام من القمع والترهيب". الصحيفة قالت إن سير الانتخابات يجعل من المستبعد جداً قيام الاتحاد الأوروبي بتخفيف عقوباته، أو حظر التأشيرة وتجميد الودائع الخارجية المفروض على لوكاشينكو ونحو 200 مسؤول رفيع، عندما يجتمع وزراء الخارجية لمراجعتها الشهر المقبل. غير أن تعميق الانقسام في العلاقات بين بيلاروسيا وبقية أوروبا سيؤدي بالمقابل إلى تقربها أكثر من روسيا، التي قالت يوم الثلاثاء إن الانتخابات "أجريت بشكل حر ومفتوح، وفي مناخ هادئ". ازدواجية أميركا تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية افتتاحية عددها ليوم الاثنين التي انتقدت فيها الولايات المتحدة على خلفية دورها في النزاع القائم بين الصين واليابان حول السيادة على الجزر الواقعة في بحر شرق الصين. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن أي إنسان عاقل يستطيع أن يدرك الدافع وراء المناورات العسكرية المشتركة التي أجرتها القوات اليابانية وقوات البحرية الأميركية في جزيرة جوام يوم السبت الماضي. ذلك أنها الأولى من نوعها التي تجرى على ما يفترض من أجل تحسين قدرات البلدين على الدفاع عن جزر نائية من "هجوم أجنبي". الصحيفة قالت إن مشكلة الجزر المتنازع عليها مشكلة معقدة وشائكة، محملة الولايات المتحدة المسؤولية عنها: ذلك أن الولايات المتحدة أخطأت، أولاً، حين قامت بضمها إلى "جزر ريوكيو" (أو "أوكيناوا"، حسب التسمية اليابانية) لتولي إدارتها في 1951؛ وأخطأت، ثانياً، حين قامت بتسليمها إلى اليابان في 1972، بدلاً من أن تسلمها إلى الصين. واليوم، وقد أصبحت طرفاً خفياً في هذا النزاع، تتابع الصحيفة، فإن لديها الفرصة للتكفير عن خطئها عبر لعب دور بناء من أجل تسويته؛ غير أن واقع الحال يشير إلى أنها على ما يبدو "مهتمة فقط بجعل المشكلة أكثر تعقيداً". وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أجرت اختباراً لطائرات "إم في 22 أوسبريز" في أوكيناوا يوم الجمعة الماضي. ولأن اليابانيين ينظرون إلى هذه الطائرات على أنها تمنحهم امتيازاً مهماً في نزاع ترابي مع الصين، تقول الصحيفة، فإنه يمكن القول إن الولايات المتحدة تشجع اليابان على الابتعاد عن تسوية سلمية ومتفاوض حولها للنزاع. إعداد: محمد وقيف