أتفق مع ويليام فاف في نقطة أوردها ضمن مقاله "الغضب العربي... والسياسة الأميركية في الشرق الأوسط"، وهي رفضه من الدبلوماسية الأميركية أن تمنّ على شعوب "الربيع العربي" مساندة ثوراتها، ذلك أنه إذا كان موقفاً كهذا يمثل توجهاً مبدئياً بالنسبة لواشنطن، فلا يجمل بها أن تمنّه أو تساوم عليه كذريعة للتمسك بمبدأ مهم آخر هو مبدأ "حرية التعبير" الذي رفعته مؤخراً في وجه المحتجين على الإساءة للإسلام. لكني لا أتفق مع الكاتب في تقليله من أهمية الموقف الأميركي خلال ثورات "الربيع العربي"، إذ اعتبرَ أن ما قامت به أميركا في مصر لم يكن تحريرها وإنما هو دعم نظام ديكتاتوري عسكري لأكثر من ثلاثين سنة، إلى أن اندلعت المظاهرات الشعبية ضده واتضح أن ميزان القوة بدأ يرجح لمصلحة المحتجين، فقررت التخلي عن "مبارك" المحاصَر! إن في هذا التوصيف اختزال مخل بالحقيقة، فالولايات المتحدة لا تنوب عن الشعوب في إسقاط الحكومات، لكن حين قرر المصريون إطاحة نظامهم، لم تحل الولايات المتحدة دون ذلك، بل انحازت لما بدا أخيراً أنه أرادة مصرية عامة. جمال عمر -أبوظبي