نعى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الحلول العربية والدولية، وأكد أن الجامعة العربية والمجتمع الدولي فشلا في إنقاذ الشعب السوري، وأعلن عن إحالة القضية إلى مجلس الأمن، وهذا أمر حتمي لأنها وصلت إلى طريق مسدود. وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي، صرّح في دمشق بأن دعم إيران لسوريا غير محدود حتى تستعيد الأمن والاستقرار، وسوف تدعم إيران سوريا طالما أن ثمة قوى إقليمية وعربية تحاول هدم النظام والاستقرار في سوريا. الدكتور أحمد رمضان، المتحدث باسم "المجلس الوطني السوري"، صرح بأن اللقاء السوري الإيراني، هو جزء من الدعم المستمر الذي تقدمه السلطات الإيرانية لنظام الأسد، بعد أن أقر قائد "فيلق القدس" قبل أيام، بوجود حرس ثوري إيراني داخل سوريا ولبنان. تقارير الاستخبارات الغربية في العراق أشارت إلى تزويد العراق للنظام السوري بالسلاح والعتاد، بضغط من إيران. ورغم الاجتماعات المنفردة التي عقدها المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، بالرئيس الأسد والمعارضة، لم يحدث أي انفراج في الأزمة، لذلك ذهب إلى مجلس الأمن ولالتقاء بأمين عام الأمم المتحدة. كل هذه المؤشرات تدل على تعقد الأمور أكثر في سوريا، فالثورة السورية التي بدأت سلميةً، تحولت اليوم بعد عام ونصف العام إلى ثورة مسلحة ساهمت فيها عدة جهات، منها "الجيش السوري الحر"، وفئات متطوعة من السوريين في الخارج، وبعض المتطوعين العرب، وغيرهم من الحركات الجهادية. عاصم عبدالماجد، عضو مجلس الشورى المصري، صرح بأن هنالك مؤامرة على الشعب السوري، تساهم فيها إيران و"حزب الله" والصين، ضد الشعب السوري الأعزل، ودعا المسلمين للانخراط في العمل الجهادي لنصرة إخوتهم في سوريا. دخول الجهاديين العرب وغيرهم ووجود "فيلق القدس" الإيراني في سوريا، يجعل من الصعب جداً الوصول إلى حلول سلمية، لأن كل طرف مع الأطراف المتصارعة في سوريا لديه مصالحه الخاصة في هذا البلد المنكوب. والسؤال: إلى أين تسير سوريا إذا استمرت الحرب الأهلية الطاحنة لمدة طويلة؟ ما هو مستقبل سوريا بعد الحرب؟ هل تصبح سوريا صومالاً آخر، حيث تتصارع القوى الإقليمية فيها على حساب الشعب السوري؟ الأمر المؤكد بالنسبة لنا هو أنه لا توجد حلول سريعة للمشكلة، خصوصاً أن مجلس الأمن لم يتخذ خطوات عملية وفعلية لوقف سيل الدم... بسبب "الفيتو" الروسي والصيني.. ليس من مصلحة أحد استمرار القتل والتشريد والإبادة الجماعية، من قبل النظام ضد شعبه، كذلك ليس من مصلحة المقاومة إدخال المجاهدين من كل بقاع المعمورة للجهاد في سوريا لتحريرها من النظام الاستبدادي. ما نتخوف منه في دول الخليج هو أن تتحول سوريا إلى عراق جديد يتقاتل فيها أبناء الوطن الواحد تنفيذاً لأجندات خارجية. دخول المجاهدين العرب والمسلمين إلى سوريا لمحاربة جيش النظام والكتائب الثورية الإيرانية، سيحول سوريا إلى مستنقع لحروب بالوكالة. مطلوب من دول الخليج أن تحمي وحدتها الداخلية بتعزيز الوحدة الوطنية حتى لا نعطي إيران ذريعةً للتدخل، والاستقرار في علاقتنا الطبيعية مع الولايات المتحدة والغرب، لحماية أنفسنا من ويلات الحروب القادمة.