قرأت مقال الدكتور رياض نعسان آغا: "الفتنة الكبرى في سوريا"، وضمن هذا التعقيب الموجز عليه سأكتفي بالإشارة إلى أن النظام السوري هو من يسعى لجعل الأزمة الراهنة فتنة كبرى، ولا يألو جهداً في إقحام الأبعاد والخلفيات المذهبية فيها. والعالم كله يعرف أن المحتجين السوريين عندما خرجوا للشارع أصلاً إنما فعلوا ذلك لأسباب سياسية واقتصادية مطلبية تريد تحسين الظروف الصعبة التي يعيش فيها عامة الشعب السوري. ولكن كان رد النظام عليها في مدينة درعا دموياً وطائفياً بشكل كريه، حيث أطلق "شبيحته" وعصاباته الطائفية تقتل الأبرياء العزل، وواصل جيشه فيما بعد ذات سياسة القتل الطائفي على الهوية، وما زال يقترف المجازر المتواصلة بناء على المعيار الطائفي المذهبي نفسه. والقصد من هذا الكلام أن الملوم والمسؤول عن تحويل احتجاجات مطلبية عادية إلى فتنة كبرى وحرب إبادة طائفية هو بشار الأسد ونظامه وعصابته و"شبيحته" وليس الشعب السوري بأي حال من الأحوال، لأن السوريين كانوا دائماً وسيبقون وطنيين ومتعايشين في تعدديتهم الطائفية والثقافية وثرائهم الحضاري الذي عرفوا به منذ فجر التاريخ. وائل محمود - الدوحة