يجيب كتاب "اختيار رئيس"، لمؤلفيه اليانور كليف، الخبيرة الإعلامية والمحللة السياسية بمحطة "فوكس نيوز"، وماثيو سبيلر، محلل السياسات السابق في دورية "سي كيو" التي تصدر عن الكونجرس ومحرر الشؤون السياسية لدورية "فوتبانش"، على الكثير من الأسئلة حول الانتخابات الأميركية. وقد صنفه الكثير من النقاد والمراجعين كواحد من أفضل الكتب التي تناولت موضوع الانتخابات الأميركية، وآلياتها، ومراحلها المختلفة، وعملية اختيار الرئيس. ويقدم المؤلفان ما يشبه خريطة انتخابية شاملة ومتدرجة، بدءاً من انطلاق العملية الانتخابية وحتى نهايتها، أي من النقطة التي يبدأ فيها المرشح حملته للانتخابات التمهيدية في ولاية "إيوا" الصغرى في الوسط الغربي الأميركي، وبعدها ولاية نيوهمبشاير، إلى أن يؤدي القسم بعد انتخابه ويتسلم مهام منصبه رئيساً للولايات المتحدة. وأهمية الكتاب تنبع من توقيت صدوره، بالتزامن مع احتدام السباق الرئاسي واشتداد الحرب الكلامية بين معسكريها، حيث يشرح المؤلفان بكثير من التفصيل السمات والبنى والمؤسسات التي تصوغ، وتحدد ملامح الحملات الانتخابية بدءاً من اختيار المندوبين الممثلين لكل ولاية، إلى المجمع الانتخابي، وإلى المؤتمر العام للحزب. وعلى النقيض مما يعتقده الكثيرون، فإن الأميركيين لا يختارون رئيسهم مباشرةً، وإنما الذي يملك كلمة الحسم النهائية هو المجمع الانتخابي المكون من 538 مندوباً يمثلون مختلف الولايات الأميركية. ولدخول البيت الأبيض يحتاج المرشح إلى الفوز بـ 270 صوتاً على الأقل من أصوات المجمع الانتخابي. والعدد الإجمالي لأعضاء المجمع الانتخابي يعادل عدد أعضاء الكونجرس بمجلسيه، علماً بأن لكل ولاية أميركية عدداً معيناً من النواب في المجمع الانتخابي يتم تحديده بناءً على عدد سكانها من ناحية، وعدد الأعضاء الممثلين لها في الكونجرس من ناحية أخرى. وتمتلك ولاية "كاليفورنيا"- أكبر الولايات الأميركية من حيث عدد السكان- أكبر عدد من المندوبين بالمجمع الانتخابي (55 ممثلاً)، أما أقل الولايات من حيث عدد السكان، فهي ولاية كارولينا فلا يزيد عدد ممثليها في المجمع على ثلاثة أعضاء. ويتم تعديل عدد الأصوات الانتخابية كل عشر سنوات، ومعها المعلومات الجغرافية، ونسبة النمو السكاني في كل ولاية. وأثناء عملية الاقتراع الانتخابي، يتم إجراء التصويت خارج أبواب مراكز الاقتراع، حيث يتم سؤال الناخب عن المرشح الذي منحه صوته، بالإضافة إلى معلومات أخرى مثل دخل الناخب، وأصله العرقي. وهذه الاستطلاعات توفر معلومات مفيدة تبين أيَّ المرشحين حصل على عدد من الأصوات يفوق الآخر في كل ولاية. واللافت للنظر بالنسبة للنظام الانتخابي الأميركي أن أصوات الناخبين من سكان العاصمة واشنطن لا تحتسب لسبب بسيط، وهو أنه رغم كونها مقر الحكومة، فهي غير ممثلة في الكونجرس، مع العلم أن سكانها يدفعون الضرائب مثلهم في ذلك مثل سكان الولايات الأخرى، لكن الآباء المؤسسين للدستور الأميركي رأوا أنها مقر الحكم وأجهزته، وأن كل العاملين في أجهزتها ينحدرون من ولايات أخرى سوف يصوتون فيها، أو سوف يمثلهم مندوبون عنهم في المجمع الانتخابي في نهاية المطاف. وقد حفلت الحملات الانتخابية الأميركية، كما يقول المؤلفان، بالعديد من الحيل والمؤامرات الانتخابية، لعل أبرزها كان فضيحة "وترجيت" التي تورط فيها الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون، وذلك عندما قام خمسة من أعضاء حملة إعادة انتخابه عام 1972 باقتحام المقر الرئيسي للحزب الديمقراطي المنافس في واشنطن والسطو على بعض الوثائق والأوراق المهمة والتنصت على محادثات هاتفية. وانتهت التحقيقات في تلك القضية التي استمرت لفترة طويلة، بتوجيه الاتهام للرئيس نيكسون بالتورط في العملية وتقديمه إلى المحاكمة، مما اضطره للاستقالة من منصبه في التاسع من أغسطس 1974. ويختتم المؤلفان الكتاب بتخصيص جزء لشرح بعض المصطلحات الانتخابية، وبيان تفاصيل عملية أداء الرئيس للقسم، وإجراءاتها، ونص كلماتها، ومعلومات إضافية وقراءات أخرى، فضلاً عن مقاطع من الخطب الشهيرة أثناء الحملات الانتخابية للعديد من الرؤساء السابقين. سعيد كامل الكتاب: اختيار رئيس المؤلف: إليانور كليف وماثيو سبيلر الناشر: توماس دان بوكس تاريخ النشر: 2012