لا شك أنه كان كلاماً في الصميم ذلك الذي تضمنه مقال "في صميم الأزمة... رومني مع المحافظين الجدد"، لكاتبه جيمس زغبي، والذي عبّر فيه عن انزعاج حقيقي من دخول رومني وأنصاره على خط أزمة الفيلم المسيء، ومحاولتهم استغلال الحدث لإحراز نقاط سياسية، حيث بدأوا ينتقدون أوباما وإدارته متهمين إياه بالضعف والتهاون، بل بالتمالئ مع من استهدفوا المصالح الأميركية! ولتفسير ذلك "الدخول" المتعسف، أوضح الكاتب أن العالم في نظر "المحافظين الجدد" ينقسم إلى لونين أبيض وأسود، وإلى نحن وهم، "فنحن جيدون دائماً؛ بسبب ما حبانا الله به، وقدرنا في هذا العالم هو أن نواجه الشر، وأن ننتصر عليه في نهاية المطاف". لذلك، يقول الكاتب، لا يعترف "المحافظون الجدد" بجدوى الدبلوماسية ولا بجدوى التفاوض مع الأعداء الذين لا ينفع معهم إلا العزم والقوة العسكرية. من هنا أعتقد أن زغبي اختصر كلاماً كثيراً اعتاد المحللون تكراره دون طائل، ووضع إصبعه على الحقيقة من آخرها. جلال علي -القاهرة