الإساءة للإسلام تخلط المعتدلين بالمتشددين...وأوباما فشل في كسب قلوب المسلمين الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم تطمس الخط الفاصل بين المعتدلين والمتشددين في العالم الإسلامي، وبوش الإبن وأوباما فشلا في كسب قلوب المسلمين، وصعوبة المقارنة بين استهداف منشأة الخبر النووية السورية عام 2007 وإمكانية ضرب منشآت إيران النووية... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الإسرائيلية. مسألة حساسة في مقاله المنشور بـ"يديعوت آحرونوت" يوم أمس، وتحت عنوان "مسألة حساسة عند المسلمين"، استنتج "يارون فريدمان" ،"أن أي محاولة للسخرية من النبي محمد تشوش أو بالأحرى تطمس الخط الفاصل بين المتشددين والمعتدلين المسلمين". الكاتب يرى أن تصوير النبي محمد أو رسمه عادة ما تشكل حساسية في العالم الإسلامي. ويشير الكاتب إلى أن فيلم "الرسالة" الذي تم عرضه عام 1977 لم تجسد شخصية الرسول، وهذا ما حرص عليه منتجو هذا الفيلم، كما أن أية محاولة للسخرية من النبي محمد تؤجج موجة من الشغب في شتى أرجاء العالم... الكاتب يقول إن الأمر نفسه لم يحدث عند بث أفلام تسخر من اليهودية أو المسيحية. وتطرق "فريدمان" إلى الشغب الذي شهدته مدينة بنغازي الليبية، واصفاً إياه بأنه ينذر بوجود عناصر من تنظيم "القاعدة" في ليبيا، وذكّر بكلام القذافي الذي حذر من سيطرة "القاعدة" على البلاد في حال تمت الإطاحة به. وتدرك الاستخبارات الأميركية أن حضور عناصر من "القاعدة" إلى ليبيا، وهؤلاء تلقوا تدريباً في أفغانستان، وهذا ما تم الكشف عنه عبر تسريبات "ويكيليكس". ويلفت الكاتب الانتباه إلى أنه بعيد مقتل القذافي بطريقة وحشية، رفرفت أعلام "القاعدة" السوداء فوق مبنى المحكمة في بنغازي. ولدى الأميركيين علم بأن عبدالحكيم بلحاج قائد الثوار في بنغازي كان عضواً في تنظيم "القاعدة" كان القذافي قد أطلق سراحه عام 2010. ولدى وكالة الاستخبارات الأميركية علم بأن عناصر"القاعدة" تنشط في المناطق الفقيرة بشرق ليبيا وحسب الكاتب، لا شك أن الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في بنغازي وأودى بحياة السفير الأميركي عمل تم التخطيط له، كما أن توقيت الهجوم الذي تزامن مع الذكرى الحادية عشرة لهجمات 11 سبتمبر ليس صدفة. ويرى الكاتب أن التظاهرات التي نشبت جراء الفيلم المسيء للإسلام، كشفت مشكلة عويصة تعتري الثورات العربية. فما يسمى بـ"الربيع العربي"، تم من خلال ثلاثة أنساق، أولها النسق الشعبي، النابع أصلاً من الصراع الاجتماعي، وثانيها السياق الإسلامي، الذي ساهم في انتصار الحركات الإسلامية، في الانتخابات، التي تلت سقوط الأنظمة، وثالثها: النسق الإسلامي المتطرف، المتعاطف مع "القاعدة"، والذي يحاول استغلال الثورات في تكثيف نشاطاته الإرهابية أو ما يسمى بـ"الجهاد العالمي". ويستنتج الكاتب أن تشجيع الثورات العربية لا يخدم مصالح واشنطن، لأنه يوفر بيئة خصبة للإسلاميين في الشرق الأوسط. وحسب فريدمان، ستشهد السنوات المقبلة، صراعاً بين مسارين إسلاميين، هيمنا على "الربيع العربي"، أولهما ما يسميهم البعض بـ"المعتدلين"، سيطروا على الحكم في بعض الدول، وثانيهما:العناصر المرتبطة بـ"القاعدة" وبـ"الجهاد العالمي".وهذا الصراع ظهر في شمال سيناء. ويختتم "فريدمان" مقاله بالقول:على الغرب أن يكون حذراً في التعامل مع أي شيء له علاقة بالرسول محمد، فهو يرمز للشرف بالنسبة لـ"1.4" مليار مسلم. بؤس الديمقراطية تحت هذا العنوان نشرت "جيروزاليم بوست" يوم الخميس الماضي افتتاحية رأت خلالها أن موجة العنف التي تعرضت لها السفارات الأميركية في المنطقة، جراء الفيلم المسيء للإسلام، تثير إحباطاً ويأساً، ويبدو- والكلام للصحيفة- أن محصلة عقد كامل من الجهود التي بذلتها إدارات أميركية ودول غربية في مواجهة التطرف الإسلامي، لم تحقق شيئاً. الصحيفة ترى أنه بعد 11 عاماً، على وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر،ها هو الإرهاب يعاود الظهور، والضرب مجدداً ففي بنغازي لقي السفير الأميركي مصرعه إضافة إلى ثلاثة من معاونيه، وفي القاهرة تسلق المتظاهرون حوائط السفارة الأميركية وأنزلوا العلم الأميركي واستبدلوه بآخر أسود مكتوب عليه (لا إله إلا الله محمد رسول الله). وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس المصري قال إن الهجوم على الأميركيين غير مقبول، لكن هذا بعد مرور 24 ساعة من اقتحام القنصلية الليبية في بنغازي، كما أدلى بخطاب متلفز أثناء زيارته بروكسل حذر خلاله ضد إهانة رسول الإسلام، قائلاً إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم خط أحمر لنا جميعاً. ورأت الصحيفة أن مرسي و"الإخوان المسلمين، ليسا ممتنين للولايات المتحدة، التي تقدم معونات سنوية لمصر بقيمة ملياري دولار، حيث مصر ثاني أكبر بلد يتلقى مساعدات أميركية بعد إسرائيل، ويبدو أيضاً أن "الإخوان" لا يقدرون دعوة أوباما للجيش المصري بتسليم السلطة بسرعة لحكومة مدنية منتخبة، وهو ما تراه الصحيفة خطوة ساعدت مرسي على ممارسة صلاحياته. وحسب الصحيفة، فإنه خلال السنوات التالية لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، حاول الرئيس بوش كسب قلوب عامة العرب من خلال دعمه للديمقراطية، وجاء بعده أوباما الذي اختار سياسات قائمة على الاحترام لكن بعد تريليونات الدولارات التي أنفقت وأرواح آلاف الأميركيين التي أزهقت في العراق وأفغانستان ومناطق أخرى من العالم، لم ينجح أوباما ولا بوش الإبن في التغلب على استياء العرب وكرههم للغرب. دروس سورية خصصت "جيروزاليم بوست" افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي، لرصد حالة كانت إسرائيل قد تصرفت فيها وفق مصالحها بالرغم من رفض الولايات المتحدة لسلوكها في التعامل مع هذه الحالة. وحسب الصحيفة ما قامت به إسرائيل في سبتمبر2007 يخبرنا بما يمكن فعله تجاه إيران في سبتمبر 2012. الصحيفة تقول إذا صحت تقارير وردت في وسائل إعلام أجنبية بأن إسرائيل قصفت منشأة نووية سورية في سبتمبر2007، فهل ثمة دروس يمكن الاستفادة منها الآن عند التعامل مع التهديد الإيراني؟ هذا التساؤل طرحه "ديفيد ماكوفسكي" في تقرير ظهر بالعدد الأخير لمجلة "نيويوركر"، و"ماكوفسكي"، هو رئيس التحرير السابق لـ"جيروزاليم بوست"، يرى أن هناك اختلافات طرأت على الظروف الجيوسياسية والعملياتية تجعل من الصعب مقارنة ما جرى في سوريا عام 2007 بما يمكن فعله تجاه إيران في سبتمبر 2012. على سبيل المثال استفادت إسرائيل من عنصر السرية في الحالة السورية، فالبرنامج النووي السوي كان سرياً لدرجة أن رئيس الأركان السوري لم يكن على علم به، لكن "الموساد" الإسرائيلي حصلت على وثائق خاصة بهذا البرنامج من خلال خبير نووي سوري يعيش في فينا، وقدم تفاصيل عن منشأة "الخبر" النووية، وتشاطرت إسرائيل هذه المعلومات السرية مع الأميركيين. والنتيجة أنه حتى إذا كان الهجوم الإسرائيلي قد تم بالفعل على المنشأة النووية السورية، فإن بشار الأسد ربما يختار الإدعاء بأن شيئاً لم يحدث، وفي المقابل بمقدور الولايات المتحدة وإسرائيل التزام الصمت تجاه المنشأة السورية وأيضاً تجاه تدميرها. أما بالنسبة لإيران وبرنامجها النووي، فإن الأمر مختلف تماماً ، فالبرنامج الإيراني معروف ، وحتى المنشآت الخاصة به في "فورداو" و"نتانز" وغيرهما معروفة، وإنكار وجودها ليس خياراً بالنسبة للإيرانيين.وفي ظل وجود منشآت نووية تحت الأرض، فإن الهجوم على إيران سيكون أكثر تعقيداً. إعداد: طه حسيب