يعدّ "ميناء خليفة" أحد أهم المشروعات العملاقة في أبوظبي، وسيمثّل نقلة نوعية للاقتصاد الوطني على المستويات كافة، خاصة أنه يعتبر أحد أكثر الموانئ تطوّراً في العالم من حيث التكنولوجيا المتاحة، كما يتميز بقدرته على استيعاب الجيل الجديد من سفن الشحن العملاقة القادرة على نقل 22 ألف حاوية في كل رحلة، وسيتم تجهيزه مستقبلاً بنظم تكنولوجية حديثة تستخدم لأول مرة في المنطقة، مثل مرافق إعادة شحن السفن من الشاطئ. لقد أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، خلال الزيارة التي قام بها سموه، مؤخراً، بمناسبة بدء العمليات التشغيلية في الميناء، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ماضية في تنفيذ المشروعات العملاقة الهادفة إلى دعم الاقتصاد الوطني وتطويره وفقاً لرؤية أبوظبي الاستراتيجية الطموح الهادفة إلى رفعة الوطن وتعزيز مكانته على خريطة الاقتصاد العالمي. وتولي حكومة أبوظبي اهتماماً واضحاً بالمشروعات العملاقة في المجالات المختلفة، بما يتواكب مع طموحاتها وأهدافها المستقبلية التي تتجسد في "رؤية 2030" التي أطلقها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تستهدف تحويل اقتصاد الإمارة إلى اقتصاد قائم على المعرفة وتقليل الاعتماد تدريجياً على قطاع النفط كمصدر رئيس للنشاط الاقتصادي. ويعد "ميناء خليفة" واحداً من أهم هذه المشروعات التي تخدم هذه الرؤية وتحقق أهدافها، حيث يتوقع أن يسهم في تعزيز نمو قطاع النقل والتجارة البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة وأبوظبي مع مختلف بلدان العالم، خاصة أنه قد تم تجهيزه بأحدث المعدات والتقنيات بما يمكنه من تأدية عملياته التشغيلية على الوجه الأمثل، فضلاً عن الخطط المستقبلية لربطه بمشروع السكك الحديدية الذي يجري تطويره من قِبل "شركة الاتحاد للقطارات"، حيث سيعمل الميناء على استيعاب البضائع وشحنها في السكك الحديدية، ما يجعله أول ميناء في المنطقة يوفر لعملائه هذه الوسيلة الحيوية لنقل البضائع. وعلاوة على ما سبق، فإن الميناء سيسهم في تنمية "منطقة خليفة الصناعية" (كيزاد) التي ينتظر أن تكون إحدى أكبر المناطق الصناعية في العالم، ويعول عليها كثيراً في دعم اقتصاد أبوظبي، خاصة أنها تهدف إلى المساهمة بما يصل إلى 15 في المئة من إجمالي الناتج المحلي للقطاع غير النفطي لإمارة أبوظبي بحلول عام 2030، وستضطلع بدور فعال في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتأسيس مشروعاتها في "كيزاد"، كما يتوقع أن تساهم بشكل كبير في دعم الصادرات، حيث يتوقع أن يتم تصدير ما بين 60 و80 في المئة من الإنتاج في "كيزاد". إن المردود التنموي الكبير المتوقع لـ"ميناء خليفة" في غضون السنوات المقبلة، لاشك في أنه سيضع إمارة أبوظبي، والإمارات بوجه عام، في مرتبة متقدمة على خريطة اقتصادات المنطقة، الأمر الذي يؤكد: أولاً، أنها تمتلك بنية تحتية متقدمة ترقى إلى المعايير العالمية، وثانياً، أنها تتبنى رؤية استراتيجية طموحةً تستهدف بناء اقتصاد متنوع ومستدام يحقق قيمة مضافة واندماجاً حقيقياً مع الاقتصاد العالمي، من خلال التكامل والتوازن بين قطاعات الاقتصاد المحلي، وتأهيل الكوادر المواطنة، للمشاركة في مسيرة التنمية. ــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.