تتعرض الإمارات لهجمة إعلامية منسقة. هجمة تنطلق من مراكز مشبوهة في مدن عدة وفي آن واحد، تستهدف تشويه إنجازات هذا الوطن وتصويره على أنه سجن كبير لا متنفس فيه أو مجال للحركة، ويزعمون أنه وطن يسوده الذعر والخوف لا يتحدث الناس فيه إلا همساً. هذا الوطن الذي ولدنا على أرضه، وتنفسنا هواءه، وعلى ترابه كبرنا وتعلمنا حتى أصبحنا ما أصبحنا عليه، لم أتخيل يوماً أن يصور وطني من قبل بعض أبنائه على أنه سجن. وطني الذي يتغنى الجميع بإنجازاته وترنو إليه دول المنطقة قاطبة كنموذج تنموي رائد يحتذى به، تتمنى لو تصل إلى معشار ما وصلت إليه الإمارات. هذا الوطن المعطاء الخيّر اختصرته هذه الفئة في كلمة "معتقل"، ورضيت أن تشوه زيفاً إنجازات الوطن مستعينة بأقلام أجنبية مأجورة لا تحمل للإمارات أي خير أو محبة. أقلام تأبى أن تعترف أن دولة عربية تشهد نموذجاً ناجحاً للتنمية وتحقق الرفاهية لأبنائها. وإذا أردنا أن نكون صرحاء أكثر ونتحدث عن الموقوفين على ذمة التنظيم غير المشروع المرتبط بالخارج، فأقول إنني وجميع أبناء هذا الوطن كنا نتمنى أن نرى هؤلاء- وبعضهم يحمل مؤهلات عالية ويتبوأون أعلى المناصب- يخدمون هذا الوطن كغيرهم من أبنائه، ويساهمون كبقية أبناء الوطن في بناء صرحه. وإذا كان البعض قد أخطأ وانساق وراء تيارات لم يكن يعلم نهايتها، فلا أشجع من العودة إلى الحق، فأحضان الوطن الدافئة وأذرعه الواسعة كفيلة باحتضان الجميع. الإمارات وطننا الشامخ بقيادته الرشيدة منذ التأسيس وحتى اليوم، والتي نفتخر بها والتي أدارت مسيرة التنمية والنهضة في هذا الوطن، وطننا طوال تاريخه زاخر بالمصلحين في كل المجالات، المصلحون الذين أفادوا واستفادوا طالما أن خدمة الوطن والعمل لصالحه همهم، ولم يبخل الوطن على مصلح بشيء، أما الخروج على القانون، فمسألة لا ترضى أية دولة التهاون فيها أو العبث بها. إن وجود تنظيم غير مرخص له تحت أي مسمى، ولأي هدف وبأي شكل هو أمر مخالف لقوانين الدولة ويقع تحت طائلة التجريم وهذه مسألة لا نقاش فيها. بقي أن نقول إن بعض الأقلام المدافعة عن الوطن تأخذها الحماسة في الدفاع عنه إلى التجريح، ومع صدق النية إلا أن أسلوب التجريح والتشويه يضر الوطن أكثر ما يفيده، ويعطي للمتربصين ذخيرة للهجوم الإعلامي عليه. فلنتقيد في دفاعنا عن الوطن بآلتهم التي تم إعلانها وهي إنشاء تنظيم وارتباطه بجهات خارجية وهذا يخالف القانون. فإن صدر حكم القضاء بالإدانة ـ وقد ارتضى الجميع حكمه ـ فتلك كلمة الفصل التي لا معقب عليها. بقيت مسألة واحدة، أتمنى من كل فرد منا أن يطرحها على نفسه قبل أن يسأل عما قدمه الوطن لنا - وهــو كثير- أن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا نحن للوطن؟ ـــــــــــ د.حبيب الملا