تقييم الموقف الكندي من إيران...وغاز روسيا يخفف التوتر بين الكوريتين دلالات طرد الدبلوماسيين الإيرانيين من كندا وإغلاق السفارة الكندية في طهران، وأفق التعاون بين روسيا والكوريتين، وملامح السباق الرئاسي في الولايات المتحدة... موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. كندا وإيران يوم الأحد الماضي، سلّطت "تورونتو ستار" الكندية الضوء في افتتاحيتها على العلاقات المتوترة بين كندا وإيران، الصحيفة تميل إلى إبقاء نافذة للحوار مع طهران، بدلاً من غلقها، استناداً إلى منطق مفاده أن محادثة الخصوم أفضل من عدمها. الصحيفة تقول إن على قادة إيران إدراك أن الوقت ينفد، وقرار كندا المفاجئ الذي اتخذته يوم الجمعة الماضي بسحب دبلوماسييها من طهران، يعكس مخاوف من هجوم وشيك على منشآت إيران النووية، والتي يحاول وزير الخارجية الكندي تبديدها. فمكتب الوزير الكندي كان قد صرح بأنه لا توجد معلومات بشأن هجوم عسكري، والسؤال هل ثمة أسباب أخرى دفعت رئيس الوزراء الكندي نحو اتخاذ هذه الخطوة؟ فإذا كان دبلوماسيو كندا في طهران عرضة للخطر، فإن أوتاوا كان يتعين عليها سحبهم إلى أن يزول الخطر، وهذا لا يحتاج لطرد الدبلوماسيين الإيرانيين أو إغلاق السفارة الكندية في إيران، فخطوات كهذه قد تتسبب في مشكلات للمواطنين الكنديين، وقد تجعل بعضهم عرضة للإعدام، كما قد تزيد من الصعوبات التي تواجهها الأسر الكندية المقيمة في إيران. وحسب الصحيفة، قد تكون أسباب قطع العلاقات أقل إقناعاً، مقارنة بما فعلته الولايات المتحدة قبل أربعة عقود أو بريطانيا خلال الآونة الأخيرة. الصحيفة تقول: كلنا يعرف ومنذ وقت طويل، بأن لدى إيران برنامجاً نووياً سرياً، نعلم أيضاً أن قادة إيران يقدمون السلاح لبشار الأسد، ناهيك عن تمويلهم للإرهابيين، وتهديدهم لإسرائيل، ورغم ذلك تعامل رئيس الوزراء الكندي "ستيفن هاربر" معهم طوال السنوات الست الماضية. الملفت أن الصحيفة أشارت إلى أن رئيس الوزراء الكندي قد حذر نظيره الإسرائيلي من شن حرب ضد إيران، حيث قال: نريد أن نرى كل خطوة يتم اتخاذها من أجل تسوية سلمية"، لكن يبدو أن الخطوات التي أقدمت عليها كندا تعود إلى يأسها من إمكانية نزع فتيل النزاع. لكن هذا يعني أن كندا تعبت بسرعة، حيث يتعين على أوتاوا احتواء الأزمة وليس الابتعاد عنها. الوقت لم ينفد بعد، فبينما يضغط نتنياهو من أجل ضربة عسكرية ضد منشآت إيران النووية قبل الانتخابات الأميركية، فإنه يواجه معارضة داخلية تحضه على عدم اتخاذ خطوة أحادية. كما أن أوباما يطالب تل أبيب بضبط النفس، ناهيك عن تحذيرات أطلقها ساسة وعسكريون إسرائيليون من هجوم عسكري على إيران. وحسب الصحيفة، تضيق- وبسرعة- نافذة الاتفاق بين إيران والدول الغربية القلقة من برنامج طهران النووي، إيران معزولة دبلوماسياً، وتتعرض لعقوبات، وهي عرضة للتهديد، وإذا كان الإيرانيون يخبرون الأمم المتحدة بأن برنامجهم النووي للأغراض السلمية، فإن عليهم وقف تخصيب اليوررانيوم، وتخفيض مستويات التخصيب إلى ما دون المستوى المستخدم لانتاج وقود نووي، وتخزين كميات محدودة منه، والسماح بدخول مفتشين. غاز روسيا يوم أمس، نشرت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية، افتتاحية، سلطت خلالها الضوء على العلاقات الروسية- الكورية الجنوبية. فتحت عنوان "خطوة مع روسيا"، قالت الصحيفة إن المحادثات التي جرت بين القيادات الروسية والكورية الجنوبية، الأسبوع الماضي، تبين أن البلدين لديهما مساحة مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، خاصة ما يتعلق باستقرار شمال شرق آسيا. وحسب الصحيفة، التقى الرئيس الكوري الجنوبي"لي ميونج باك" نظيرة الروسي فلاديمير بوتين، على هامش منتدى إيبك الذي انعقدت قمته في مدينة فلاديفوستك الروسية، وأسفر اللقاء عن موافقة الطرفين على العمل معاً لحل أزمة البرنامج النووي الكوري الشمالي وتسريع التعاون في مشروع تدشين أنبوب لنقل الغاز الطبيعي، ولدى الكوريين الجنوبيين والروس قناعة بأن استقرار شمال شرق آسيا يعد شرطاً لتعميق التعاون بينهم. الطرفان سيتعاونان في حل أزمة بيونج يانج النووية، لكن "لي ميونج باك" يؤكد أن إزالة المخاطر التي تهدد الأمن الإقليمي أمر ضروري للمضي قدماً في مد أنبوب لنقل الغاز الطبيعي، ورد بوتين على ذلك بالقول إن بلاده لديها مصلحة كبرى في استقرار شبه الجزيرة الكورية، وأنه من أجل تحقيق ذلك كان على استعداد للتعاون مع سيئول. وتنوّه الصحيفة إلى مشروع أنبوب غاز طبيعي تنوي روسيا تدشينه بالتعاون مع الكوريتين، الخط يمر عبر البلدان الثلاثة، وثمة مشروع لربط سكك حديد سيبيريا بخطوط السكك الحديدية التي تربط بين الكوريتين، وهو ما تراه الصحيفة أمراً من شأنه تخفبف التوتر الإقليمي من خلال منح كوريا الشمالية محفزات ومزايا تجعلها على درجة من الجاذبية. خط الغاز المزمع إقامته، سيتم من خلاله نقل الغاز الطبيعي المستخرج من سيبيريا، إلى كوريا الجنوبية، مروراً بكوريا الشمالية، وهذا سيقدم لبيونج يانج ما قيمته 100 مليون دولار سنوياً، كتكلفة لمرور الخط عبر أراضيها. المشروع الثلاثي يمكن تنفيذه إذا تخلت بيونج يانج عن برنامجها النووي، وسيساعد هذا المشروع حال تفعيله، بيونج يانج على السير في اتجاه الإصلاح والانفتاح. ويشار إلى أن مشروع أنبوب الغاز مهم بالنسبة لبوتين، خاصة إنه – حسب الرئيس الروسي- يعزز مكانة موسكو الاستراتيجية في المنطقة- ويضخ الأموال اللازمة لتأمين الاقتصاد الروسي. وحسب الصحيفة، فإن بوتين حضر في سبتمبر الماضي احتفالاً بمدينة فلادفوسيك بمناسبة افتتاح أنبوب غاز يربط جزيرة سخالين بميناء روسي في أقصى الشرق، وهذا المشروع يبدو أن الروس نفذوه وأعانهم على إمكانية توسيعه ليصل إلى كوريا الجنوبية. وفي هذه الحالة، سيتم فتح سوق جديدة للغاز الروسي، الذي تحتاجه كثير من دول أوروبا، علماً بأن هذه الأخيرة تسعى إلى تقليص اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية. وبالنسبة لكوريا الجنوبية، فيبدو أن رئيسها متشوق لتدشين خط الغاز الطبيعي القادم من روسيا، كي يضمه واحداً من إنجازاته، ففي عام 2008 أبرم الرئيس الكوري الجنوبي اتفاقاً مع الروسي يستورد بموجبه 7.5 مليون طن من الغاز الطبيعي الروسي سنوياً، أي 20 في المئة من إجمالي الطلب الكوري الجنوبي على الغاز، وآنذاك كان الكلام يدور حول خط لنقل الغاز الروسي إلى كوريا ابتداء من عام 2015. اللحاق بأوباما في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان " أمام رومني شهران للحاق بأوباما"، قالت "سيدني مرونينج هيرالد" الأسترالية إن الأميركيين سينتخبون رئيسهم بعد شهرين، وقد قبل أوباما رسمياً ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض السباق الرئاسي، لكن يبدو أن السباق بات محموماً بينه وبين منافسه "الجمهوري" ميت رومني. الصحيفة نوهت إلى موقف صحيفة "ذي إيج" الأسترالية، التي اعتبرت أن من المغامرة اختيار "بول ريان" الذي ينتمي إلى "حزب الشاي"، مرشحاً لمنصب نائب الرئيس على بطاقة المرشح الجمهوري ميت رومني. لكن لا أحد يستطيع القول إن التطورات التي ستحدث خلال الشهرين المقبلين ستغير من المشهد الانتخابي كثيراً. وحسب الصحيفة، فإن التعافي الاقتصادي يسير بخطى بطيئة مؤلمة، وبمعدل بطالة وصل إلى 8 في المئة، ومنذ عهد الرئيس روزفيلت لم تتم إعادة انتخاب رئيس أميركي في ظل معدل بطالة يفوق 7.2 في المئة. بعض التوقعات تعطي أوباما فرصة أكبر، فالأميركيون يعلمون أن أوباما ورث من سلفه جورج بوش الأبن ركوداً اقتصادياً وديوناً ضخمة متنامية، وذلك جراء تخفيض الضرائب وخوض حربين في أفغانستان والعراق، كما أن الكونجرس الذي يسيطر عليه "الجمهوريون" وقف حجر عثرة أمام برامج التحفيز الاقتصادي التي طرحتها إدارة أوباما "الديمقراطية". وقد سجل جو بايدن- نائب الرئيس الأميركي نقطة لصالح أوباما عندما قال إن "بن لادن قتل وتحيا جنرال موتورز" في إشارة إلى دور أوباما في الاهتمام بالمنتجين الأميركيين أكثر من الحرب في أفغانستان والعراق. في المقابل نجد "رومني" و"ريان" يعارضان دعم مصنعي السيارات وانقاذهم مالياً، علماً بأن "ريان" يدعم بقوة سياسات مالية تقشفية تستهدف البرامج الموجهة لغالبية الأميركيين كبرنامج "ميدكير". إعداد: طه حسيب