في إطار حرصه على الارتقاء بالعملية التعليمية، يولي "مجلس أبوظبي للتعليم" اهتماماً كبيراً بتطوير شبكة البنية التحتية الإلكترونية في مدارسه المختلفة، كي تتواكب مع فلسفة التطوّر التي ينتهجها في الارتقاء بمخرجات العملية التعليمية، وتوفير البيئة المناسبة التي تشجّع الطلاب على التحصيل العلمي. في هذا السياق أعلن "مجلس أبوظبي للتعليم"، بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، مبادرات عدة مهمة، كتزويد مدارسه في أبوظبي والعين والغربية بتسعة آلاف جهاز كمبيوتر حديثة، ليرتفع بذلك عدد الأجهزة التي تم تزويد المدارس بها منذ العام الماضي إلى 15 ألف جهاز، وتزويد مدارس "المجلس" جميعها بشبكة متطوّرة من "الإنترنت" عالي السرعة، إضافة إلى تدشين 47 مشروعاً ومبادرة تقنية رائدة في مجال التعليم في الإمارة وعلى مستوى الدولة والمنطقة، تستهدف في جوهرها تطوير البنى التحتية الإلكترونية في المدارس، لعل أبرزها مشروع الربط الإلكتروني المركزي لجميع المكتبات ومصادر المعلومات، ما يتيح للطالب الدخول إلى شبكات المعلومات الإلكترونية والاطّلاع على المصادر العالمية المتخصصة، وكذلك الاستعارة الإلكترونية للكتب والمراجع العلمية في المدارس، والتوجّه نحو التوسع في مبادرة "الصف الإلكتروني"، التي أطلقها "المجلس" العام الدراسي الماضي في ست مدارس في الصفين الثالث والرابع على سبيل التجربة، وحقّقت نجاحاً ملحوظاً، ما دفع "المجلس" إلى تكرارها في مدارس أخرى هذا العام، حتى يتمّ تعميمها على المدارس الحكومية جميعها في إمارة أبوظبي. إن الارتقاء بالبنية التحتية الإلكترونية في مدارس أبوظبي والإمارات بوجه عام، يتواكب مع رؤية أبوظبي لتطوير منظومة التعليم، والانتقال بها إلى مرحلة جديدة تعتمد بشكل رئيس على التفكير الخلاق وحلّ المشكلات والتواصل والعمل الجماعي بهدف إعداد الطلبة للمستقبل من خلال امتلاك مهارات تؤهّلهم للمنافسة العالمية، بعيداً عن التعليم التقليدي القائم على الحفظ والتلقين، إذ إن وجود شبكة إلكترونية متطوّرة في المدارس لا شك في أنها تسهم في تطوير وسائل التدريس وطرقه جميعها، ودعم التعليم الحديث والإلكتروني، كما تتيح الفرصة لأولياء الأمور لمتابعة أداء أبنائهم ومستوى تحصيلهم العلمي، وكذلك في إبداء الملاحظات والاقتراحات، أي العمل على إشراكهم في العملية التعليمية باعتبارهم طرفاً أصيلاً في عملية التطوير. تولي الدولة اهتماماً بتطوير شبكة البنية التحتية الإلكترونية في جميع مدارسها، وهناك العديد من المبادرات المهمة في هذا الشأن، لعل أبرزها مبادرة "التعلم الذكي" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله التي تستهدف في الأساس إيجاد بيئة تعليمية جديدة في مدارس الدولة، وسيتم تطبيقها على مراحل خلال السنوات المقبلة، وذلك من خلال العمل على توظيف التكنولوجيا الحديثة، وإدماجها في أنماط التعليم، لتغدو قادرة على مواكبة حركة التطوّر التي تشهدها الدولة في المجالات كافة، وتعزيز توجّهاتها نحو ترسيخ مفاهيم التنافسية العالمية. لقد أصبح التعليم الإلكتروني، الذي يقوم على التطوير النوعي للبنية التحتية الإلكترونية في المدارس، وإثراء المناهج الإلكترونية، وتطوير البرامج الإدارية والدراسية، والوسائل التقنية للنظام الخاص بالطالب والمعلم، توجّهاً عالمياً، وبات أحد المؤشرات النوعية إلى تطوّر منظومة التعليم في الدول المختلفة، ولهذا تحرص دولة الإمارات على دعم التعليم الإلكتروني، وتوفير البيئة التي تضمن تطبيقه على مراحل التعليم جميعها، وبما ينسجم مع "رؤية الإمارات 2021"، التي تستهدف توفير نظام تعليمي رفيع المستوى، من خلال الارتقاء بمستوى المدرسة وبيئتها، وربط الطالب بمجتمع المعرفة، وتمكينه من لغة العصر وأدوات التكنولوجيا الحديثة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية