أعتقد أن كارين بروليارد تطرقت في مقالها المنشور هنا، وعنوانه "تركيا والأزمة السورية: أسئلة داخلية محرجة!"، إلى أهم القضايا والإشكالات المتصلة بالدور التركي في الأزمة السورية المندلعة منذ حوالي العامين تقريباً. وأول هذه الإشكالات هو المخاطر التي يثيرها تسليح المعارضة السورية، لاسيما في ضوء ما دأب "حزب الشعب الجمهوري" التركي المعارض على نشره من اتهامات لحكومة أردوغان بتدريب الإسلاميين الراديكاليين. هذا علاوة على حساسية البعد الطائفي في الأزمة السورية وانعكاساته المحتملة على الداخل التركي، خاصة بعد سماح أنقرة للمتمردين السوريين بالتركز في منطقة "هاتاي" التركية ذات الأغلبية العلوية، مما يثير حساسية داخلية كان من الأولى تقديرها وتفادي إثارتها. أما الأمر الآخر، والذي يخلق هو كذلك شعوراً بعدم الارتياح لدى الحلفاء الغربيين لتركيا، فهو منعها لمنظمات الأمم المتحدة من الدخول إلى مخيمات اللاجئين السوريين على أراضيها. فهل تغيّر أنقرة استراتيجيتها في التعاطي مع الملف السوري، لاسيما فيما يخص قضايا محددة تثير خشية الحلفاء، كتلك التي تناولها مقال كارين؟! إبراهيم حموده -لبنان