ترى كماً من هموم وأحلام وانشغالات تدور في هذا الرأس، آخذةً صاحبَه في الزمان والمكان إلى ما يتجاوز اللحظة ويتخطى الموقع؟ إنه شاب إسكندراني ينادي بين الناس على بضاعته! هنا على شاطئ "أبي قير" في مدينة الإسكندرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وهي ثاني أكبر مدينة مصرية، يحمل هذا الصبي بضاعته من الحلويات والسكاكر، يعرضها منادياً وهو يجول -بلا كل ولا سأم- بين المصطافين على شاطئ عرف بجذبه للسياح والزوار خلال هذه الفترة من كل عام. لكن الإجازات الصيفية توشك على الانقضاء، وكثير من السياح والمصطافين بدأوا يحزمون حقائبهم مع مستهل العام الدراسي الجديد، ما ينذر بكساد لتجارة البائع الصغير. أما إذا كانت ظروف الحياة قد منحته فرصة الاستمرار في الدراسة، فالمؤكد أنه سيحمل ما تبقى من بضاعة وما تحصّل عليه من جنيهات، فينكفئ عائداً إلى بيته ومنه إلى المدرسة. وحتى لو لم تكن له حياة مدرسية منتظمة تمنعه من الاستمرار في نشاطه "التجاري"، فإن بداية العام الدراسي لن تمر دون أثر مباشر على حركته اليومية بين مصطافين طالما تذوقوا طعم حلوياته وطلبوها شراءً، ليحل بعدهم "الكساد الصغير"! (رويترز)