هناك حاجة هائلة في عالم اليوم المترابط لإنشاء علاقات تعاونية وتشجيع شعور مشترك بالإنسانية. تستطيع الولايات المتحدة قيادة هذا الجهد من خلال دعم قطاع متنامٍ من سكانها، ألا وهم المسلمون الأميركيون. وضمن هذا الإطار، تأتي أهمية جيل الشباب الأميركي المسلم، فلا شك أن الدور الذي سيلعبه هذا الجيل في المستقبل هو أمر يجب على كل أميركي أخذه في الاعتبار. هناك ما يزيد على سبعة ملايين مسلم في الولايات المتحدة، 40 في المئة منهم بين سن 18 و29 سنة. لن تخدم جهود ومبادرات زيادة قدرتهم على الحصول على تعليم عالٍ والمساعدة على المشاركة بشكل فاعل في الحياة العامة للمواطنين الأميركيين ومجتمعاتها المحلية فحسب، وإنما ستساعد الولايات المتحدة على بناء علاقات إيجابية مع دول أخرى. رغم أن العديد من الأميركيين المسلمين الشباب يتابعون دراسات عليا وجامعية، فإن جزءاً واسعاً من هؤلاء السكان غير قادرين على إتمام شهاداتهم نتيجة للتزايد المتسارع لكلفة التعليم. بالإضافة إلى ذلك، هناك نسب فائدة صغيرة ولكنها مهمة على معظم القروض التعليمية، تمنع مبادئ التمويل الإسلامي القروض التي تضم نسب فائدة بشكل عام، الأمر الذي يشكل عبئاً إضافياً أمام الطلبة المسلمين الساعين لإيجاد أساليب لتمويل تعليمهم. حتى يتسنى التعامل مع هذه المشكلة، بدأت مجموعة من الأميركيين المسلمين، من أصحاب الأعمال المبدعين وصانعي الخير وقادة المجتمعات المحلية والمحامين والأطباء، وهم أفراد ملتزمون بالتعليم العالي وبإعادة ما وفره لهم المجتمع، بدأوا عدداً من البعثات ومنظمات المشاركة الاجتماعية لتشجيع التعليم العالي وخدمة المجتمع بين الأميركيين المسلمين. وتقوم منظمات مثل "صندوق بعثات دولار كل يوم" و"صندوق البعثات الإسلامي" و"مؤسسة فاضل التعليمية" بتسهيل بعثات للطلبة الساعين للحصول على شهادات جامعية وشهادات عالية في الفنون والعلوم الاجتماعية. منظمة "دولار كل يوم" على سبيل المثال هي مبادرة، تتمحور أهدافها حول تشجّيع المانحين على الاجتماع معاً والتبرع بدولار واحد كل يوم. الهدف هو التشارك في المسؤولية للمساعدة على نشر مُثُل العطاء والقيادة والخدمة العامة بين الأميركيين المسلمين. تجمع "دولار كل يوم" في كل سنة آلاف الدولارات التي تقدمها إلى طلبة عبر بعثات أكاديمية. يتقدم الطلبة لهذه البعثات على أسس سنوية ويتم اختيارهم بناءً على خليط من العوامل، بما فيه الحاجة المالية ومجال الدراسة ومستوى الخدمات الاجتماعية والتطلعات المستقبلية ليصبحوا عوامل تغيير اجتماعية. يؤمن مؤسسو "دولار كل يوم" وبقوة بأنه يجب ألا يستنكف أي طالب عن الدراسات العليا بسبب القيود المالية، خاصة إذا كانت دراساتهم في مجالات تشجع المشاركة الاجتماعية وتطوير المجتمعات المحلية. تقوم "دولار كل يوم" كذلك بتطبيق برامج أخرى تضم صندوق رواتب زمالة، الذي يدعم طلبة يسعون للحصول على فرص زمالة محلياً وفي الدول النامية. ويعتبر ذلك أمراً ثميناً لتجربتهم التربوية في بيئتنا العالمية. إضافة إلى ذلك، تسعى مبادرة "دولار كل يوم" إلى تطوير برنامج قروض بدون فوائد للتعليم العالي، يبنى على مبادئ التمويل الإسلامي ليشكل بديلاً مساعداً للقروض التعليمية التي تحمل فوائد مالية. وفي بلد مثل الولايات المتحدة، حيث يستطيع الطلبة الدراسة في مؤسسات تعليمية ذات مستوى عالمي، نحن موجودون في موقع جيد ومؤهّل لدعم قضايا كهذه. يهتم العالم الغربي بشكل كبير في العمل مع الدول ذات الغالبية الإسلامية. وفي قرننا الحادي والعشرين الصغير، وعالمنا المنسوج عالمياً، سوف يلعب الأميركيون المسلمون الشباب المتعلمون دوراً محورياً كسفراء للولايات المتحدة يعملون على بناء علاقات مع مسلمين آخرين حول العالم، وعرض التزام أميركا الحقيقي بالنزاهة والاستقامة والإبداع والحوكمة والثقافة والعلم والقيادة والخدمة العامة. سلمان رافالا محامٍ ومؤسس صندوق بعثات ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند"