مساعي أميركية لتهدئة التوتر الآسيوي...و"إيزاك" يزعج "الجمهوريين" ماذا عن المهمة الأولى لهيلاري كلينتون في الصين؟ وإلى أي مدى تنتهك بكين حظر تصدير السلاح لبعض الدول الأفريقية؟ ولندن تضغط على موسكو بقائمة سوداء تضم دبلوماسيين وضباط مخابرات؟ وهل عكّر إعصار "إيزاك" صفو مؤتمر "الجمهوريين"؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. مهمة هيلاري الآسيوية تحت عنوان "مهمة هيلاري الآسيوية"، كتبت "كارول جياكومو"، مقالاً في"نيويورك تايمز" استهلته بالقول إن "رومني" عرّف آسيا كمكان ينوي التركيز عليه إذا فاز في الانتخابات الرئاسية. لكن أوباما اتخذ بالفعل موقفاً إيجابياً عندما أعلن التزامه بإعادة التوازن في المصالح الأميركية، بحيث يتم التركيز على منطقة آسيا المطلة على المحيط الهادي وليس الشرق الأوسط فقط. ولدى إدارة أوباما الفرصة للتأكيد على اهتمامها بآسيا، خاصة وأن وزيرة الخارجية الأميركية ستزور القارة للمرة الثالثة خلال هذا العام، وهذه المرة ستكون بكين هي وجهة الوزيرة الأميركية، وستكون مدينة "فيلادوفيستك" الروسية هي المحطة الأخيرة لهيلاري كلينتون، حيث سيتم عقد اللقاء السنوي لمنتدى "إيبك"، وتتصدر أجندة هيلاري النزاعات الحدودية بين اليابان والصين وكوريا الجنوبية، حول مناطق غنية بالنفط والغاز والمعادن بالبحار المجاورة للصين، وعلى الرغم من أن هذه النزاعات تعود لسنوات طويلة، فإنها بدأت تهدد بإندلاع حرب سواء بالصدفة أو عن عمد. هذه التوترات تشيع حالة من عدم الثقة، ومن ثم تعرقل التعاون الإقليمي، لذا تخطط الوزيرة الأميركية لتحذير القادة الآسيويين من خطر اتخاذ إجراءات تصعيدية. وحسب الكاتبة، من المحتمل أن تواجه الوزيرة الأميركية لحظات صعبة في الصين، خاصة وأن وكالة "شنخوا" الرسمية الصينية نشرت مقالاً يشير إلى أن "واشنطن تنوي الاستفادة من اندلاع نزاعات بين الأمم". و"أن بكين قلقة من قيام واشنطن بإعادة تعزيز تحالفاتها في الدول المطلة على المحيط الهادي". من جانبها تنفي الإدارة الأميركية أي محاولات لإثارة مشكلات، وبدلاً من ذلك يحث المسؤولون الأميركيون رابطة "الآسيان" على لعب دور في حل هذه النزاعات، التي تصاعدت جراء مخاوف تجاه صعود الصين. وحسب الكاتبة، تستطيع الولايات المتحدة، لعب دور بناء في احتوار النزاع بالعمل مع البلدان الصغيرة وأيضاً مع الصين. سلاح الصين خصصت "واشنطن بوست" افتتاحيتها يوم أمس، لرصد بعض جوانب الدور الصيني في أفريقيا. فتحت عنوان "ما العمل مع مبيعات السلاح الصيني في أفريقيا؟"، رأت الصحيفة أن من بين نتائج صعود الصين كقوة اقتصادية عالمية كبرى هي سعي الصين وراء الموارد والنفوذ في القارة السمراء. والصين تقوم هناك ببناء المدارس وتدشين الطرق وبيع هواتف وأدوية رخيصة السعر، وفي يوليو الماضي، تعهد الرئيس الصيني بإقراض الحكومات الأفريقية 20 مليار دولار يتم توجيهها لقطاعي الزراعة والبنى التحتية. لكن العلاقات الصينية- الأفريقية، تنطوي على تعقيدات تتصدرها تجارة السلاح. ففي 26 أغسطس الماضي، نشرت "واشنطن بوست" تقريراً لـ"كولم لونش" مفاده أن الصين أغرقت أفريقيا جنوب الصحراء ببنادق هجومية وذخائر، بعضها يتم استخدامه في مناطق النزاعات، ما يعد انتهاكاً للعقوبات الأممية المفروضة على تلك المناطق. وحسب الصحيفة، فإن الصين ليست وحدها في هذا الأمر، فروسيا وأوكرانيا تدخلان في منافسة على تصدير السلاح لأفريقيا، لكن الصين تختلف عن تلك الدول في تحديها للأمم المتحدة ومنع التحقيقات الخاصة بصفقات السلاح الصينية. الصين تعرضت لعقوبات من الاتحاد الأوروبي عام 1989 عقب أحداث "تياننمين"، وآنذاك فسرت بكين العقوبات بطريقة فلسفية، رغم أنها تتجاوز عقوبات أممية خاصة بحظر تصدير السلاح إلى 13 دولة ومنظمة. وحسب الصحيفة، عقدت الأمم المتحدة مؤتمراً في يوليو الماضي للتفاوض حول نص معاهدة خاصة بتجارة السلاح، من خلالها يمكن ضمان المزيد من الشفافية في صفقات السلاح ، لكن في نهاية المطاف، لم يتم التوصل لاتفاق بشأنها، علماً بأن الولايات المتحدة أكبر مورِّد للسلاح في العالم تدعم المعاهدة. بكين ترى أن أية معاهدة تتعلق بتجارة السلاح يجب ألا تتعارض مع الحق السيادي للدول في اتخاذ قرارات بتوريد السلاح، ووفق هذا المنطق، لا داعي لانتظار المعاهدة. وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن قادة الصين يتعين عليهم إدراك أن القوة العالمية تأتي من المسؤولية العالمية. استياء روسي أول من أمس الاثنين، وتحت عنوان "روسيا ستسأل بريطانيا حول القائمة الدبلوماسية السوداء"، نشرت "كريستيان ساينس مونيتور" تقريراً مفاده أن ثمة غضباً داخل الكريملن جراء لائحة أعدتها بريطانيا، وتضم 60 مسؤولاً روسياً يقال إنهم متورطون في مقتل محامي روسي عام 2009، اشتهر بنشاطه ضد الفساد. وحسب التقرير، فإن السفير الروسي في بريطانيا سيطلب من الخارجية البريطانية رداً حول هذه القائمة... صحيفة "صنداي تايمز" نوهت إلى أن وزيرة الداخلية البريطانية "تريزا مي" أرسلت لائحة- تضم 60 روسياً من بينهم قضاة وضباط استخبارات- إلى السفارة البريطانية في موسكو، بحيث يتم منع هؤلاء من دخول بريطانيا... التقرير لفت الانتباه إلى توتر العلاقات بين لندن وموسكو، جراء قضايا دبلوماسية وأمنية، وأخرى تتعلق بحقوق الإنسان، كان أبرزها مقتل الجاسوس الروسي السابق "إلكسندر ليتفتنينكو"، الذي تم تسميمه بمادة البلونيوم 210 المشعة. يُشار إلى أن بريطانيا وغيرها من الدول توجه نقداً لروسيا بسبب مقتل "سيرجي ماجنتسكي" المحامي المناضل ضد الفساد، البالغ من العمر 37 عاماً حيث تم ضربه حتى الموت، بعد إلصاق تهمة التهرب الضريبي له. وحسب التقرير، كان مجلس الشيوخ الأميركي قد وافق على قانون بمقتضاه يتم منع الروس الضالعين في مقتل المحامي المذكور من دخول الولايات المتحدة وتجميد أصولهم، والقانون شمل أشحاصاً آخرين ينتهكون حقوق الإنسان في روسيا، وفي بقية دول العالم.علماً بأن موسكو حذرت من تفعيل هذا القانون، والذي تعتبره تدخلاً في شؤونها الداخلية. “كاترينا وإيزاك" يوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان "الديمقراطيون: رومني مسؤول عن كاترينا2”، أشارت "واشنطن تايمز" إلى أن من يتابع تغطية وسائل الإعلام الليبرالية لإعصار "إيزاك" سيخرج باستنتاجين أولهما أن كارثة كبرى تلوح في الأفق، وأن أي شيء يحدث يعكس خطأ ارتكبه "رومني". الصحيفة نقلت مقارنة أجرتها شبكة CNN بين إعصار "كاترينا" الذي وقع قبل سبع سنوات وبين إعصار "إيزاك"، هذا الأخير ليس بخطورة الأول، فقوة "إيزاك" تأتي في الدرجة الأولى بمقاييس قوة الأعاصير، أما "كاترينا"، فكان ضمن الفئة الخامسة، والأكثر قوة في تاريخ الولايات المتحدة. الصحيفة تقول إن الظروف الجوية السيئة جعلت "الجمهوريين" يعيدون برمجة مؤتمرهم، حتى لا يقول الناس إن "ميت رومني يحتفل مع حزبه بينما سواحل نيوأولينز تعاني". الصحيفة نقلت تعليقات نشرت على موقع "توتير" مفادها أن "إيزاك يذكرنا بكاترينا، وهذا الأخير يذكرنا بجورج بوش الإبن". الصحيفة ذكرت أن إعصار "جوستاف" ضرب الولايات المتحدة عام 2008 بمجرد انطلاق مؤتمر "الجمهوريين"َ! وساعتها علقت إحدى الصحف بأن "جوستاف يذكرنا بعار كاترينا". آنذاك علقت الكاتبة نعومي كلاين بأن "جوستاف" أشبه بسم فئران سياسي للجمهوريين. إعداد: طه حسيب