عبّرت نتائج الاستفتاء الذي قام به مركز "آراء" على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" عن تحرك الجهات المختصة ضد التنظيم النسائي للإخوان المتأسلمين الذي يسيئ لسمعة الدولة، عن الامتعاض الشعبي العام من الأفكار الهدامة التي يسعى التنظيم الدخيل على المجتمع فرضها عليه منادياً بأوهام التغيير التي أملتها عليه تنظيمات خارج الدولة، فتجنّت عليه في ساحات مواقع التواصل الاجتماعي، وأساءت للإمارات حكومة وشعباً، غير أن مختلف أطياف وشرائح المجتمع تصدّت بحزم معلنة رفضها أي محاولة للنيل من الوطن. انتهاك خصوصية المرأة وتنظيمها للزج بها في أتون معركة الخيانة المجتمعية والوطنية، هو ما جعل المواطن الخليجي أكثر رغبة في تدخل الجهات المختصة لحمايتها والمحافظة على دورها الريادي، الذي أكّد قدراتها الكبيرة في المشاركة في النهضة وإعداد أجيال وطنية معافاة قادرة على حماية هذه النهضة وتطويرها وحمايتها من أي اعتداء. وشمل استطلاع مركز آراء 2414 شخصاً من 25 دولة كان نصيب الأسد فيها لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي صوّت فيها 2136 شخصاً بـ"نعم"، أي ما يعادل نسبة 88 في المئة، تلتها المملكة العربية السعودية التي شارك منها 30 شخصاً، بينما شمل الاستطلاع 13 شخصاً في دولة الكويت، و10 في سلطنة عُمان، و8 في دولة قطر و8 في مملكة البحرين. وأحرزت نتائج الاستفتاء المطالبة بالتحرك ضد تنظيم الإخوان المتأسلمين خليجياً من الإمارات والبحرين وسلطنة عُمان تأييداً كاسحاً بعكس الكويت والسعودية، التي أبدى فيها غالبية المصوتين رغبتهم في عدم الملاحقة، ورفض كل القطريين المشاركين في الاستفتاء التحرك ضد تنظيم "الإخوان" المتأسلمين. ويدّعي تنظيم "الإخوان" المتأسلمين في استهدافه غير المبرر لدولة الإمارات العربية المتحدة أنه يريد الاصلاح وهو ما رفضه الإماراتيون جملة وتفصيلاً، غير أن رغبة أفراد التنظيم في استمرار الدعم الخارجي من قيادته في دولة شقيقة، أو من أعضائه في بعض الدول العربية هو ما جعله منقاداً لكل ما تمليه عليه قيادات الخارج، والتي لم تتمكن من طرح أي رؤية مقنعة وعمدت لاستخدام الشعارات العقائدية البراقة التي لاتنطبق على مجتمع الإمارات. نسبة الـ88 في المئة التي أيّدت الملاحقة تنسجم انسجاماً تاماً مع ما نشاهده من ردود وطنية في ساحات التفاعل الاجتماعي، فالإماراتيون دأبوا على تفنيد كل حجج تلك الجماعة في استهدافهم الوطن وقياداته متذرعين بالوعي الكافي للمحافظة على المكتسبات الكبيرة التي حققها مجتمع الإمارات المسلم، وهم ليسوا معزولين عن العالم ففي حلّهم وترحالهم بمختلف أصقاع الكرة الأرضية باتوا يملكون الرؤية الصائبة للمقارنة بين دولتهم وبقية تلك الدول، وما آلت إليه أحوال الجغرافيا التي حكمها الإخوان المتأسلمون أو تدخلوا فيها، وهي مقارنة ظلّت كافية لقراءة أسباب وقوفهم الحازم ضد هذا التنظيم. الـ12 في المئة التي لم تصوّت لرأي الملاحقة جاء معظمها بسبب خصوصية المرأة في المجتمع الإماراتي، وهو ما يجب أن تفهمه هذه الفئة التي استباحت مجتمع المرأة محاولة الزج بها في الصراع بعدما فشلت في نشر سمومها بين الرجال، وأن هذه الاستباحة ستضعها في معركة أشرس مع الرجال الذين تطال أباطيلها نساءهم. أعضاء التنظيم الذين قبضت عليهم السلطات في الإمارات وأحالتهم للسلطات القضائية المختصة كشفت تحقيقات النيابة قيامهم بالتحريض على الدولة ونشر معلومات خاطئة تسيء لسمعتها أمام المجتمع الدولي، في تآمر واضح يخرق الدستور والأعراف والقيم المجتمعية السائدة. وبتخطيط متواصل من قيادة التنظيم في الخارج، انتقلت الحرب عبر مؤيدي الجماعة إلى ساحات مواقع التفاعل الاجتماعي، ولكنها اصطدمت بحقائق لم تحسب حساباتها، فشباب الإمارات الذين تتشدق تلك الجماعات بأوهام التغيير من أجلهم كانوا أول الرافضين للأفكار المسمومة التي تسعى إلى تحويلهم أدوات لاستهداف وطن يفخرون بمشاركتهم في بنائه ونهضته، ومن المستحيل أن يخرّبوا بيتهم بأيديهم. ما لم تدركه تلك الفئة الضالة أن خصوصية دولة الإمارات تكمن في جماعية المجتمع المتماسك الذي يتجول القادة في شوارعه دون خوف وحراسة، وتظل أبواب أولي الأمر فيه مشرعة لاستقبال الجميع، وأن المجتمع برمته يبقى كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وكالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً بما يجعل اختراقه وبذر الفتن فيه أمراً عسيراً، والتجربة كانت خير برهان أكّد ذلك. محاولات استخدام المرأة وتنظيمها يفضح دعوى تلك الجماعة التي تنادي بالتغيير وأسلمة المجتمع، فالمرأة الإماراتية أكثر التصاقاً بالإسلام من غيرها، وقد حرصت الدولة على توفير كل سبل الخصوصية التي تمكّن المرأة من تعلم أمور دينها براحة وسهولة ويسر. قلّة من النساء التي انساقت وراء الأفكار الهدامة التي تبثها هذه الجماعة يجب أن تُلاحق، فقطعة الفاكهة الفاسدة تفسد كل فواكه الصندوق لو لم يتم عزلها، والجزء المصاب بالسرطان لن يبكي عليه المريض حينما يتم بتره لأن بقاءه يعني استشراء السرطان في كل مفاصل الجسم. الوطن لا يحتاج إلى دعوات الإخوان غير المنطقية لأن كل شبر فيه يمثّل حجة لاتحتاج لتبيان، فالأمن والأمان واهتمام الوطن بأبنائه والمساجد المنتشرة في كل مساحات الوطن والمهرجانات والمناسبات والملتقيات الدينية والجوائز التي حرص عليها المسؤولون وعمل الخير التكافلي في داخل الوطن وخارجه، وجوائز حفظة القرآن الكريم من كل أنحاء العالم ووقوف الدولة مع المحتاجين في الداخل وفي كل مكان إضافة إلى دستور الدولة، وغيرها من مظاهر لا حصر لها، تجعل من دعوة "الإخوان" المتأسلمين للتغيير أمراً مستهجناً وداعياً للحيرة والاستغراب! مجلس الوزراء ضرب مثلاً جديداً أضيف لسيرته الحافلة بالحكمة والصواب حينما انتهج كل السبل القانونية المحافظة على دستور الدولة وسيادتها ووجه بإحالة المتهمين إلى العدالة، وأعلن ثقته في نزاهة وحيادية القضاء واحترامه لكل حكم يصدره، وهو ما يجب أن يتوقف عنده قادة التنظيم في الخارج، والذين يعرفون الأساليب التي تتصرف بها معهم الجهات المختصة في كثير من الدول عند وقوعهم في موقف مشابه خاصة وأن أعضاء التنظيم ليس لهم جغرافيا تخريبية محددة، ولكنهم يحاولون التدخل في كل مكان حاملين الفتنة والتخريب أهدافاً.