من سوء الحظ أن التصريح المفتقر للحساسية واللياقة لحد مذهل حول الاغتصاب الذي أدلى به "تود أكين" النائب "الجمهوري" عن ولاية ميسوري، وقال فيه إن المرأة التي تتعرض للاغتصاب لا تحمل عادة جراء ذلك بسبب آليات دفاعية للجسم قد ألقى بظلال على المؤتمر العام القادم للحزب "الجمهوري" للدرجة التي دفعت كبار زعماء الحزب بقيادة ميت رومني، وبول رايان المرشح كنائب له في الانتخابات القادمة إلى التنصل من ذلك التصريح. ولكن التعليقات التي تفوه بها "أكين" تعزز من الإدراك السائد وهو أننا في الحزب الجمهوري غير متعاطفين مع الموضوعات ذات الأهمية بالنسبة للمرأة. لقد عملت لثلاثة عقود على الأقل في مجال الدعوة الحثيثة من أجل حزب "جمهوري" يكون بمثابة "مظلة جامعة" للمرأة والرجل. وخلال تلك الفترة شهدت بحكم عضويتي في مجلس الشيوخ سجالات مثل السجال الدائر حالياً كان لها دور في إقصاء شريحة كبيرة من عضوات المجلس، وإدامة الفجوة القائمة بين الجنسين بين الناخبين والتي ابتلى بها حزبنا منذ فترة طويلة. والوضع الحالي ليس هو الوضع الذي كنت أتمنى أن يصل إليه حزبي عام 2012. فالحزب في الوقت الراهن يواجه تحدياً واضحاً يعكسه التساؤل التالي: هل سيتمكن من إعادة بناء علاقته مع المرأة بما يمكنه من وضع نفسه على الطريق للنجاح في نوفمبر أم أنه سيستمر في عزل المرأة ويخسر الانتخابات كما حدث من قبل؟ وفي الحقيقة أن تصريحات"أكين" والجدل المستمر منذ فترة بشأن الإجهاض يبعثان على الأسى الشديد خصوصاً على ضوء أن "رومني" كان قد حقق بعض الإنجازات في مجال العلاقة مع الناخبات، وهو ما يمكن تبينه من استطلاع الرأي الأخير الذي أجراه معهد جالوب- قبل السجال الخاص بالاغتصاب مباشرة- وبين أنه يقل عن الرئيس باراك أوباما في مجال التأييد في أوساط النساء بثماني نقاط، وهو تحسن ملحوظ وخصوصاً إذا عرفنا أنه كان يقل عن أوباما في الربيع بعشرين نقطة كاملة. وفي المؤتمر العام للحزب "الجمهوري" يجب على رومني أن يعمل جاهداً على التغلب على ما نجح آخرون في عمله من أجل تقويض موقف حزبنا تجاه المرأة، واستعادة صورتنا كـ"جمهوريين". ويجب على "رومني" خلال ذلك المؤتمر أن يعمل على التأكيد على سجله القوي في العمل من أجل قضايا المرأة واهتمامه برفاهيتها. وبالإضافة لذلك يجب على رومني أن يعمل على التركيز على أهم قضية تهتم بها المرأة في الوقت الراهن، وهي تلك المتعلقة بقدرتها بمفردها على إعالة نفسها وإعالة أسرتها، وهو ما يعني التخطيط من أجل توفير الوظائف للنساء. يجب على رومني أن يؤكد على أنه سوف يعمل على تعزيز برامج شبكة الأمان الحرجة مثل "ميدي كير" و"الضمان الاجتماعي" وهما البرنامجان اللذان يتوقف عليهما لحد كبير رفاه المرأة. إن قادة الحزب الجمهوري في الماضي كانوا يظهرون اهتماماً كبيراً وحساسية شديدة تجاه المرأة وقضاياها ويبذلون قصارى جهدهم من أجل تحقيق رفاهيتها. وقد تمكن هؤلاء القادة الذين عملت مع البعض منهم مثل رونالد ريجان، وجورج بوش الابن، وجورج بوش الأب من تحقيق ذلك من خلال الإنصات لشكاوى المرأة والعمل على إيجاد الحلول ذات التأثير الدائم لها، وهو ما يتعين على رومني أن يعمل على تحقيقه خلال المؤتمر العام للحزب، لأن ذلك سيكون له تأثير على حظوظه الانتخابية وحظوظ الحزب "الجمهوري" في نوفمبر المقبل. أوليمبيا جيه.سنو عضوة مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية "مين" ينشر بترتيب مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"