أستراليا "تراجع" حرب العراق...وضغوط على الطبقة الوسطي الكورية دعوة للاستفادة من دروس حرب العراق في صناعة القرار الأسترالي مستقبلاً، ومشكلات تتعرض لها الطبقة الوسطى الكورية الجنوبية، والنمو الياباني يتباطأ، وسجال في أستراليا حول العلاقات مع الولايات المتحدة والصين...موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. التحقيق في حرب العراق يوم أمس، وتحت عنوان "دعوة أسترالية للتفكير في حرب العراق"، كتب "راميش ثاكور" مقالاً في "جابان تايمز" اليابانية، استهله بالقول إن مجموعة من 16 أسترالياً، يترأسهم رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق "مالكوم فريزر" ورئيس الأركان الأسبق "بيتر جراشين"، تقوم بالتحقيق في أسباب مشاركة بلادهم في حرب العراق عام 2003، ويدققون أيضاً في الطريقة التي خاضت بها أستراليا غمار هذه الحرب. الهدف يتمثل في تحسين الطريقة التي من خلالها يتم اتخاذ قرارات الحرب والسلام، من أجل تعزيز البنى الحكومية تفادياً لإصدار قرارات خاطئة في المستقبل. ويرى "ثاكور"، أستاذ السياسة العامة بجامعة أستراليا الوطنية، أن الحكومة البريطانية التي ترأسها بلير والحكومة الأسترالية التي يترأسها "جون هاوارد" سارتا على النهج الأميركي رغم رفض الرأي العام في أستراليا وبريطانيا وبقية دول العالم لهذه الحرب. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه ما بين 43 و53 دبلوماسياً وعسكرياً في الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، قد أصدروا خطابات مفتوحة لحكوماتهم يحذرون فيها من تداعيات هذه الحرب، لكن تم تجاهل آرائهم. وبغض النظر عما إذا كانت الحرب على العراق التي شاركت فيها أستراليا لها ما يبررها، فإن العام المقبل سيواكب الذكرى العاشرة لهذه الحرب، ومرور هذه الفترة يشكل في حد ذاته فرصة لمراجعة الأسباب والنتائج والخطوات التي اتخذت لإصدار قرار خوض الحرب. وحسب الكاتب، فإن الحرب كانت غير قانونية وغير مبررة، وخطأ من الناحية الأخلاقية، كما أنها ألحقت الضرر بالمصالح الغربية. وبالنسبة لأستراليا، كانت المشاركة في حرب العراق انتهاكاً لالتزامات كانبيرا الدولية وفقاً لمعاهدة "أنزوس" ، حيث تنص المادة الأولى منها على تسوية النزاعات الدولية بالطرق السلمية وبطريقة تحافظ على السلم والأمن الدوليين. ويتعين على أستراليا استيعاب دروس حرب العراق من أجل المستقبل، وكي لا يتعرض قادتها السياسيون والعسكريون إلى اتهامات أمام المحكمة الجنائية الدولية. ويشير الكاتب إلى أن أستراليا ستبدأ مطلع العام المقبل في سحب قواتها من أفغانستان، وفي هذه الحالة يمكن الاستفادة من التحقيق في حرب العراق والتطرق إلى أنها أضرت بفرص نجاح الحرب في أفغانستان. أهمية الطبقة الوسطى سلطت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية في افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي على الطبقة الوسطى في كوريا الجنوبية. وضمن هذا الإطار، عرضت الصحيفة نتائج استطلاع رأي أجراه معهد "هيونداي للبحوث" حول الانتماء الطبقي الذي يتعين قراءته جيداً من قبل المرشحين الرئاسيين، كي يتسنى لهم كسب عقول وقلوب أكبر عدد ممكن من الناخبين... عنوان الاستطلاع هو: "تراجع الثقة في الطبقة الوسطى"... وفي كثير من البلدان تعاني الطبقة الوسطى من مشكلات اقتصادية. الاستطلاع كشف تطورات تبعث على التشاؤم، منها أن ثمة انفصالاً واضحاً بين الوعي بالانتماء الطبقي ومستوى الدخل. وحسب الاستطلاع، فإن من يصفون أنفسهم بالفقراء وصلت نسبتهم 50.1 في المئة من المستطلعة آرائهم، ومن يصفون أنفسهم بأنهم من الطبقة الوسطى كانت نسبتهم 46.4 في المئة ، في حين يصف 1.9 في المئة بأنهم ينتمون إلى الطبقة العليا. الاستطلاع وجد أيضاً أن كثيراً من أبناء الطبقة الوسطى فقدوا الثقة بأنفسهم، كون معاناتهم تزداد عند دفع الفواتير، فهم تضرروا من الأزمة الاقتصادية العالمية، ويتضررون من تراجع الاقتصاد الكوري الجنوبي. وكشف الاستطلاع عن ميول لدى من هم في العقد الخامس إلى تعريف أنفسهم بأنهم ينتمون إلى طبقة دنيا والسبب في ذلك يعود إلى قلقهم من تراجع مداخيلهم في حال تركوا وظائفهم وأحيلوا إلى التقاعد. وثمة حالة من التشاؤم رصدها الاستطلاع، حيث 98.1 في المئة من المشاركين فيه، لديهم شكوك في إمكانية صعودهم في السلم الاجتماعي. وأسباب التشاؤم تعود إلى تعميق حالة الاستقطاب الاجتماعي وتراجع النمو الاقتصادي وعدم تكافؤ الفرص وعدم الجاهزية لمتطلبات الشيخوخة. النمو الياباني خصصت "جابان تايمز" افتتاحيتها يوم أمس لرصد مؤشرات النمو في الاقتصاد الياباني، فتحت عنوان "النمو الياباني يتراجع"، قالت الصحيفة إن الناتج المحلي الإجمالي قد شهد زيادة خلال الفترة من أبريل إلى يونيو بلغت 0.3 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وذلك حسب تقري أولي صادر عن رئاسة الوزراء. فعلى الرغم من النمو المتواصل في الناتج المحلي الإجمالي، فإن وتيرة النمو تظل بطيئة. وحسب الصحيفة، فإن المشروعات العامة والاستثمار العقاري خاصة في المناطق التي ضربتها كارثة تسونامي في 11 مارس 2011 قد دفعت الناتج المحلي الإجمالي نحو النمو. لكن الإنفاق الاستهلاكي الذي يشكل قرابة 60 في المئة من الناتج المحلي الإجمال الياباني لم يشهد سوى زيادة طفيفة قدرها 0.1 في المئة مقارنة بالربع الأول من العام الجاري، ويبدو أن الدعم الحكومي للمشتريات خاصة السيارات صديقة البيئة، والتي ظهرت خلال الفترة من يناير إلى مارس الماضي قد فقدت زخمها، وسرعان ما ستنفد مخصصات هذا الدعم. وطالبت الصحيفة الحكومة والأحزاب السياسية بتكثيف جهودها وألا تترك التوتر السياسي الراهن في البلاد- الناجم عن تصريح أطلقه رئيس الوزراء الياباني يفصح فيه عن نيته حل الغرفة الصغرى من البرلمان- يعطل الإجراءات اللازمة لتحفيز الاقتصاد. خيار أسترالي في مقاله المنشور بـ"سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية يوم أمس، سلّط "بيتر هارتشر" الضوء على العلاقات الأسترالية- الأميركية، فتحت عنوان"مسؤول أميركي كبير يقول إنه لا حاجة للاختيار بين أميركا والصين"، كشف الكاتب عن أن الولايات المتحدة أبلغت أستراليا بأنه من الحماقة التفكير في أن ثمة حاجة للاختيار بين الولايات المتحدة والصين. المسؤول الأميركي هو "كيرت كامبيل"، المعني بملف آسيا في الخارجية الأميركية، قال إن بلاده تريد تصويب تقييمات خاطئة تتعلق بالسجال الدائر حول استراتيجيتها في أستراليا. كامبيل يرغب في الإطاحة بفكرة مفادها أن الولايات المتحدة قوة آفلة. وضمن هذا الإطار، يقول إن كثيرين فقدوا أموالاً طائلة، في الرهان على التراجع الأميركي، لكن الولايات المتحدة من وجهة نظره لا تزال لاعباً قوياً في آسيا وستبقى كذلك لعقود كثيرة مقبلة. المسؤول الأميركي استنتج أن الصين أعربت عن قلقها من قرار نشر قوات أميركية بالقرب من "داروين" الأسترالية. وحسب الكاتب، فإنه في الوقت الذي تريد فيه أميركا تكثيف علاقاتها مع أستراليا، فإنها تتوقع من كانبيرا تحسين علاقاتها مع الصين. المسؤول الأميركي، يرفض القبول بنظرية "المباراة الصفرية" في العلاقات بين القوى الكبرى، وضمن هذا السياق تأمل واشنطن، وتتوقع أن تكون هناك علاقات قوية وديناميكية بين الصين وأستراليا. المسؤول الأميركي قال إنه يدرك السجال الدائر في أستراليا حول الاختيار ما بين تحالفها القوي مع الولايات المتحدة وعلاقات قوية مع الصين الصاعدة، وهو سجال يراه “كامبيل” غير ضروري، مستبعداً ما يقال عن محاولات أميركية لمنع الصين من بسط نفوذها على منطقة آسيا- الباسيفيكي. إعداد: طه حسيب