قرارات مباغتة لمرسي... ومهمة عاجلة أمام كاميرون ---------- أصداء اختيار بول رايان كنائب للرئيس على بطاقة رومني الانتخابية، وعودة الاقتصاد البريطاني لمنطقة الركود مجدداً، والقرارات المثيرة للجدل والمفاجئة التي أقدم عليها محمد مرسي في مصر، والانتقادات التي يوجهها المقاتلون السوريون للغرب بسبب ضآلة المساعدات التي يقدمها إليهم موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن عرض أسبوعي للصحف البريطانية. ---------- خارج التوقعات تحت عنوان "ميت رومني أقدم على خيار خطر وحاسم في الآن ذاته باختياره لبول رايان"، رأت "الأوبزرفز"في افتتاحيتها الأحد الماضي أن اختيار "ميت رومني" لبول رايان على بطاقته الانتخابية كنائب للرئيس يعتبر اختياراً مثيرا للجدل من ناحية ومفاجئا من ناحية أخرى، على اعتبار أن الغالبية العظمى للناخبين "الجمهوريين" كانت تتوقع منه اختيار وجه أكثر قبولاً مثل"ماركو روبيو" أو"كريس كريستي" وكلاهما كانا يحظيان بدرجة كبيرة من القبول كما بينت استطلاعات الرأي. ووجه المفاجأة في اختيار رايان أن الرجل يشغل منصب رئيس لجنة الميزانية بمجلس النواب وكانت مهمته تنحصر في العمل على إعداد ميزانية للنمو وخفض العجز لتجنيب الولايات المتحدة اللجوء إلى نمط من التقشف الاقتصادي مماثل لذلك الحاصل في أوروبا بيد أن الخطة التي قدمها رايان لاقت انتقادات من جانب الكثير من المحللين ومنهم خبراء"معهد السياسة الاقتصادية" على أساس أنها تبدو للوهلة الأولى، وكأنها صدى أو انعكاس لخطة أوباما القائمة على إعطاء الأولوية للنمو على حساب التقشف، كما أنها لن تؤدي- في رأيهم- لتخفيض العجز وإنما قد تضيف المزيد من الديون على كاهل الولايات المتحدة، وخسارة ما يقدر بـ4.1 مليون وظيفة خلال عامين. والأخطر من ذلك، وما يجعل من هذه الخطة هدفاً سهلاً لهجوم "الديمقراطيين" أنها تقوم على إلغاء نظام الرعاية الصحية واستبداله بنظام للفواتير الطبية. ورأت الصحيفة أن اختيار "رايان" يضع الناخبين الأميركيين بين خيارين أحلاهما مر بشأن الاقتصاد: اختيار بين خطة أوباما القائمة على الخفض التدريجي للعجز المربوط بسياسات تهدف لتحقيق نمو متواضع، وبين خطة "رايان" نفسه التي تهدف لخفض 6 تريليون دولار من الإنفاق الحكومي وهو ما كان سيؤدي حتما للنتائج السلبية المشار إليها آنفاً، ويثير ضده قطاعات من الناخبين "الجمهوريين" وعلى وجه الخصوص فئة كبار السن التي ستعاني من المزيد من التقليص للحماية الاجتماعية . وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن تلك الخطة تواجه بدرجة كبيرة من عدم القبول على أساس أنها تكرار للخطط القادمة على تخفيض الضرائب على طبقة الأثرياء، وفرض المزيد من الأعباء على الطبقات المتوسطة والفقيرة والتي كانت سبباً رئيسياً من أسباب تفاقم العجز الكارثي الذي تعاني منه الولايات المتحدة في الوقت الراهن. مهمة عاجلة "ديفيد كاميرون يجب أن يركز كافة طاقاته على الحالة الصعبة للاقتصاد"، هكذا عنون "إيان رايان" مقاله المنشور في "الديلي تلغراف" يوم السبت الماضي، والذي دعا فيه رئيس الوزراء بعد أن انتهت الدورة الأولمبية أن يعمل من دون إبطاء على تركيز كامل طاقته من أجل ايجاد السبل الكفيلة بالتعامل مع الحقائق التي كشفت عنها الأرقام التي نشرت الأسبوع الماضي، والتي تدل في مجملها على أن بريطانيا قد عادت أدراجها مرة أخرى لمنطقة الركود، وأنه لا توجد هناك توقعات مباشرة بمعالجة ذلك الوضع في الأمد القريب. فقد بينت تلك الأرقام المخيبة للآمال أن العجز التجاري البريطاني قد وصل إلى مستوى مرتفع قياسي في شهر يونيو الماضي ( 4.4 مليار جنيه استرليني). وخيبة الأمل هذه مردها في نظر الكاتب إلى حقيقة أن الحكومة البريطانية كانت تأمل في تحقيق زيادة في الصادرات تؤدي إلى تخفيف قيمة هذا العجز وتعيد التوازن للاقتصاد البريطاني، وهو ما لم يتحقق بسبب استمرار التباطؤ الاقتصادي العالمي. وتنصح الصحيفة رئيس الوزراء بأخذ إجازة يرتاح فيها من عناء العمل على أن يعمل بعد أن عودته على تركيز طاقته على الاقتصاد وعلى إعطاء أولوية خاصة لمسألة جعل الاستثمار وافتتاح المشروعات التجارية في بريطانيا أكثر سهولة مما هي عليه الآن، وأن يعد نفسه بعد ذلك للدخول في مفاوضات صعبة مع شركائه في التحالف وعلى وجه الخصوص مع "فينس كابل" وزير شؤون الأعمال الذي يحاول إعاقة أي أفكار متعلقة بحرية السوق وأن يثبت للبريطانيين أنه هو رئيس الوزراء الذي يتحمل مسؤولية السياسة الاقتصادي لا"كابل". هيمنة إخوانية "توازن مصر الحرج" عبارة عنونت بها "الفاينانشيال تايمز" افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي التي رأت فيها أن القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس المصري محمد مرسي قد أمالت كفة الميزان في صراع القوى المكتوم الذي كان قائما بينه وبين العسكريين لصالحه. ورأت الصحيفة كذلك أن مرسي بإقدامه على إحالة وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي، ورئيس الأركان الفريق سامي عنان للتقاعد، وإعلانه إلغاء الإعلان الدستوري المكمل قد تمكن من استعادة السلطات التي كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد حرمه منها عشية انتخابه. بيد أن المكسب الذي حققه مرسي بذلك يظل- في نظرها- مؤقتا خصوصا وأن الانتقادات قد بدأت ضده بعد جمعه من خلال إلغاء الإعلان الدستوري المكمل- بين السلطة التنفيذية والتشريعية في البلاد. والمهمة العاجلة أمام مرسي في الوقت الراهن كما ترى الصحيفة هي أن يعمل ومن دون إبطاء على طمأنة باقي القوى السياسية وقطاعات المجتمع المتشككة في نوايا جماعته في الهيمنة على كافة مفاصل الدولة وإثبات أن هدفه ليس بناء دولة سلطوية، وأنه إنما أقدم على اتخاذ تلك الخطوات لأن الوضع الذي كان قائما لم يكن محتملا، وأنه بعد أن أصبح رئيسا لا ينازعه أحد سلطاته بات مطالبا بتحقيق الوعود التي قدمها بإسراف خلال حملته الانتخابية، وأن يقدم أوراق اعتماده الديمقراطية من خلال الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية في أسرع وقت ممكن مع أعطاء الناخبين في نفس الوقت الفرصة لاختيار لجنة ممثلة لكافة أطياف المجتمع لكتابة الدستور. مساعدة هزيلة وتحت عنوان "المتمردون السوريون يرون أن المساعدة المالية البريطانية بقيمة 5 ملايين جنيه استرليني غير كافية على الإطلاق"، كتب "ريتشارد سبنسر" في عدد "الديلي تلغراف" يوم الأحد الماضي تحقيقاً عن التقائه بعدد من زعماء التمرد في مدينة حلب السورية أبدوا خلاله تهكما على المساعدة المالية الهزيلة التي أعلن وزير الخارجية البريطاني "ويليام هيج" أن بلاده ستقدمها للمتمردين في صورة مساعدات طبية وأجهزة اتصالات بقيمة خمسة ملايين جنيه استرليني باعتبار أن تلك المساعدة لن تقدم لهم أي نفع في مواجهة قذائف النظام الذي تتساقط على رؤوسهم بلا هوادة، وأكدوا أنه ما يحتاجون إليه في الوقت الراهن هو الذخيرة التي يفتقرون إليها بشدة وكذلك توفير الحماية لهم من ضربات الطائرات من خلال فرض منطقة حظر طيران. وقال المراسل أيضاً إن المتمردين قد أبدوا ضيقهم من العبارات التي قالتها كلينتون خلال زيارتها الأخيرة لتركيا، وهي أن على أميركا قبل أن تقوم بتقديم مساعدات للمقاتلين في سوريا، فإنه يجب أن تعمل على إجراء عملية بحث وتدقيق شديدين للتأكد من أن تلك الأسلحة لن تقع في أيدي جماعات متطرفة، وأكدوا أنهم مقاتلون وطنيون يحاربون من أجل صد عدوان قوات الأسد الذي يهيمن على بلادهم منذ ما يزيد عن أربعين عاماً، وأنهم يتوقعون أن تكون الدول الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا أكثر حسماً بالنسبة لمسألة التدخل العسكري وحظر الطيران مثلما كان الحال في ليبيا وخصوصا أنهم يواجهون الآن مصيراً لا يقل بشاعة عن المصير الذي كان ينتظر بنغازي. إعداد: سعيد كامل