مشروع الألعاب الأولمبية المدرسية، الذي اعتمده مجلس الوزراء مؤخراً، من شأنه أن يشكل نقلة نوعية مهمة، ليس في مجال الرياضة المدرسية فقط، وإنما للرياضة في الدولة بوجه عام أيضاً، فهذا المشروع يستهدف تطوير جيل جديد من الرياضيين الأولمبيين، من خلال العمل على توسيع قاعدة ممارسة الأنشطة الرياضية، واكتشاف المواهب الرياضية واحتضانها، وتحسين قدراتهم وتطويرها، وإعدادهم للمنافسات العالمية، وإكساب الطلبة والكوادر الوطنية المعارف والمبادئ الأولمبية. ويعد مشروع الألعاب الأولمبية المدرسية أحد أهم المشروعات التي تعنى بمستقبل الرياضة في دولة الإمارات، لأنه ينطلق من رؤية شاملة تأخذ في الاعتبار مختلف أبعادها، والعمل على تنميتها والارتقاء بها، حيث يتضمن المشروع ثلاثة برامج متنوعة، هي البرنامج الرياضي، والبرنامج الثقافي، والبرنامج الفني والإداري، وهي برامج تستهدف في مجملها رفع مهارات الطلبة، وإكسابهم المعارف المختلفة، حيث يتيح هذا المشروع مشاركة واسعة للطلاب في مدارس الدولة المختلفة على شكل منافسات رياضية، من خلال إنشاء اتحادات ومراكز رياضية على مستوى المناطق التعليمية تكون معنية بإعداد الطلبة الموهوبين وفق اللوائح الأولمبية المعتمدة، وتوفير التدريب المستمر لهم، وصقل مهاراتهم رياضياً وفق خطة فنية معتمدة من اللجنة الأولمبية الوطنية، وبمشاركة الاتحادات الرياضية الأعضاء فيها، وهذا ما يجعل من هذا المشروع بالفعل رافداً مهماً لإمداد المنتخبات الوطنية المختلفة بكوادر رياضية وعناصر متميزة تكون قادرة على المشاركة بقوة وفاعلية في مختلف البطولات الأولمبية إقليمياً ودولياً. إن ما يعظم الاستفادة من هذا المشروع المهم هو تعدد الجهات التي صاغته، وتلك التي تشارك في تنفيذه، بداية من وزارة التربية والتعليم، مروراً بالجهات المعنية بالشأن الرياضي العام داخل الدولة، كاللجنة الأولمبية وممثلي الاتحادات الأهلية والمجالس الرياضية والهيئة العامة للشباب والرياضة، وهذا لا شك يعطي زخماً قوياً للمشروع ودفعة كبيرة له، لأن هذه الجهات ستقدم خبراتها وإمكاناتها المختلفة من أجل إنجاحه، وتحقيق أهدافه في الارتقاء بالرياضة، واكتشاف المواهب الرياضية واحتضانها في سن باكرة، وإعدادهم للمنافسات في البطولات الأولمبية الدولية. الأمر الإيجابي الآخر في هذا المشروع يكمن في كونه يتفاعل مع حاجة صحية ملحة وضرورية، خاصة في ظل الدراسات التي تحذر من تزايد المخاطر الصحية الناتجة عن ضعف الإقبال على ممارسة الرياضة داخل مدارسنا، وما يترتب على ذلك من تزايد انتشار بعض الأمراض كالسمنة والسكري في صفوف الطلاب، حيث يهتم هذا المشروع بالعمل على نشر الوعي بأهمية النشاط البدني والرياضي للمحافظة على الصحة العامة لطلابنا. لم تعد الرياضة مدخلاً لبناء النشء والشباب فقط، وإنما أصبحت تقوم بدور حيوي في استيعاب الشباب وبناء قدراتهم واستثمار طاقاتهم وتوجيهها التوجيه الإيجابي، وتأهيلهم للمشاركة بفاعلية في عملية التنمية والتطور، ولهذا تحرص الدولة وقيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله على توفير الدعم الكامل للنشاط الرياضي في الدولة بمختلف فروعه، كي تتواكب الرياضة الإماراتية مع حركة التطور والنمو والازدهار التي تشهدها القطاعات الأخرى في مختلف المجالات، وكي يتعزز موقع دولة الإمارات العربية المتحدة على خريطة المنافسات الرياضية، القارية أو الدولية، ما يضيف المزيد من الجوانب الإيجابية إلى صورتها في العالم. ـــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.