أوضح الدكتور وحيد عبدالمجيد في مقاله "درس الانتخابات الليبية"، أن الليبيين قدموا درساً بليغاً عندما أجروا انتخابات حرة ناجحة في أصعب الظروف، وعرفوا كيف يختارون ممثليهم على أساس سياسي وليس دينياً، واستفادوا من تجربة جيرانهم الأقدم في إجراء الانتخابات وتفوقوا عليهم. إنه بالفعل، كما يقول الكاتب، درس ينبغي أن يتعلم منه الجيران وغيرهم. فقد تفوق الليبيون في تنظيم الانتخابات، وفي نتائجها، رغم أن نحو 90 في المئة منهم نشأوا في ظل حكم القذافي الذي حظر أي نشاط سياسي طوال أربعة عقود. ولكني أعتقد مع الكاتب أن الدرس الأهم في هذه الانتخابات كان نتائجها التي فاجأت العالم كله عندما تفوق "التحالف الوطني" على التيارات الإسلامية، بعكس ما حدث في تونس ومصر، وبخلاف التوقعات التي كانت سائدة، مما يثبت أن منافسة التيارات الإسلامية ممكنة عندما توجد قوى وطنية أخرى تستطيع تنظيم نفسها وبناء تحالف عريض قادر على الوصول إلى المواطن البسيط، واستثمار نقاط الضعف والقصور لدى هذه التيارات. سمير خلف -أبوظبي