تجاذب تجاري صيني- أميركي... وحلم كوري في العرس الأولمبي ----------- اقتراح الأمم المتحدة فرض ضريبة على المليارديرات قصد مساعدة المحتاجين في البلدان الفقيرة، وفشل المفاوضات حول مشروع اتفاقية دولية لتقنين تجارة الأسلحة التقليدية، ودفاع عن الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة، وانطلاق الألعاب الأولمبية في لندن... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. ---------- ضريبة للفقراء صحيفة "جابان تايمز" اليابانية علقت ضمن افتتاحيتها ليوم الأحد على اقتراح الأمم المتحدة هذا الشهر فرض ضريبة على المليارديرات من أجل جمع المال للبلدان الفقيرة، حيث يمكن استعمال الأموال المتحصل عليها في تحسين ظروف عيش ما يقدر بـ1,4 مليار شخص يعيشون تحت خط الفقر المتمثل في 1,25 دولار يومياً. وتشدد الصحيفة على أن توصية الأمم المتحدة لا تتعلق بنهب من الأغنياء، وإنما بإيجاد مصادر تمويل جديدة، مشيرة إلى أن السبب يعزى جزئياً إلى حقيقة أنه في حال مالت الولايات المتحدة إلى اليمين خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن الدعم المقدم للأمم المتحدة سيصبح مهدداً أكثر، علماً بأن بعض أعضاء الكونجرس اليمينيين بدؤوا منذ بعض الوقت يدعون إلى قطع كل التمويل الأميركي عن الأمم المتحدة. وحسب الصحيفة دائماً، فإن بعض الدراسات تقدر أن عدد الأشخاص الذين يمتلكون مليار دولار على الأقل عبر العالم ارتفع إلى 1226 في عام 2012، وهو أعلى رقم على الإطلاق. وبشكل جماعي، يمتلك هؤلاء الأغنياء ما يقدر بـ4,6 تريليون دولار من الثروة. وبالتالي، فإن من شأن فرض ضريبة 1 في المئة فقط على ثروتهم، مثلًا، أن يوفر أكثر من 46 مليار دولار. وتقول إن التركيز غير المسبوق للثروة في أيدي عدد محدود من الناس هو سمة لافتة من سمات العصر الحالي، مضيفة أنه إذا كانت عدالة احتكار بضعة أفراد لمثل هذه الثروات الضخمة تشكل موضوع نقاش مهم، فإن تخفيف العبء اليومي للسكان الفقراء أمر عاجل وملح أيضاً. ثم ختمت الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد على أن فرض ضريبة لن يؤثر على نمط الحياة المرفه لأغنى أغنياء العالم الـ1226؛ ولكن من شأنه أن يحسن كثيراً حياة ملايين الأشخاص الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة. ولذلك، "ينبغي دعم هذه الضرائب المقترحة واعتمادها". تقنين تجارة الأسلحة ضمن افتتاحية عددها ليوم أمس الاثنين، علقت صحيفة "آيريش تايمز" الإيرلندية على انتهاء المفاوضات حول أول معاهدة دولية جديدة لتقنين تجارة الأسلحة التقليدية بدون التوصل إلى اتفاق. وفي هذا الإطار، تقول الصحيفة إن الآمال التي ارتفعت منتصف الأسبوع بشأن التوصل إلى توافق تحطمت عند آخر عقبة يوم الجمعة. ذلك أن معظم الدول الـ170 في مؤتمر الأمم المتحدة الذي دام شهراً بنيويورك كانت موافقة، ولكن الولايات المتحدة أعلنت أنها في حاجة إلى مزيد من الوقت -وهي شفرة ترمز إلى المشاكل السياسية الداخلية- قبل أن تحذو حذوها روسيا والصين. ولأن سوريا وإيران ومصر والجزائر وكوريا الشمالية عارضت أيضاً العملية منذ البداية، مما يجعل من الإجماع المأمول أمراً غير مرجح، فإنه سيتعين على أنصار الاتفاقية، مثل الاتحاد الأوروبي، الاعتماد الآن على اتفاق الأغلبية في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الخريف، وإن كان إقناع أكبر لاعبي العالم في هذه التجارة، التي تبلغ قيمتها 60 مليار دولار -الولايات المتحدة هي الأكبر، حيث تمثل 40 في المئة من تحويلات الأسلحة التقليدية- بتوقيع الاتفاقية يبدو الآن مستحيلاً. الاتفاقية كانت ستنص على أن تقوم البلدان الموقعة بمراقبة عمليات النقل الدولي للأسلحة والذخيرة، وتقنين تجار الأسلحة، وحظر الصادرات التي تخرق الحظر على الأسلحة، وتشجع أعمال الإبادة الجماعية، وتساعد منتهكي حقوق الإنسان أو جرائم الحرب، أو تستعمل من قبل الإرهابيين أو الجريمة المنظمة. وترى الصحيفة أن تغير الموقف الأميركي المفاجئ كان مخيباً لآمال أنصار الاتفاقية، حيث كان أوباما قد ألغى معارضة بوش للاتفاقية وعبر عن رغبة في دعمها، ولكن يبدو أنه أذعن للضغوط من لوبي الأسلحة وحركة حفل الشاي، التي تصف الاتفاقية بأنها هجوم على حقوق السلاح الدستوري. تجاذب صيني- أميركي صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية انتقدت ضمن افتتاحية عددها ليوم الاثنين ما اعتبرتها دعاية مغرضة ضد تزايد الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إنه إذا كان استثمار مستثمر أميركي في الصين لم يعد يشكل خبراً، مثلما كان عليه الحال قبل 10 سنوات، فإن آخر صفقة كانت تحت العناوين والأضواء هي شراء "داليان واندا" الصينية لسلسلة قاعات السينما الأميركية "إيه إم سي" مقابل 2,6 مليار دولار. وتقول الصحيفة إن "الاستثمار المباشر الخارجي" للصين في الولايات المتحدة يمكن أن يتجاوز هذا العام مبلغاً قياسياً هو 8 مليارات دولار، مضيفة أن تزايد الاستثمارات لن يوفر مزيداً من الفرص التجارية للشركات الصينية فقط، وإنما من شأنه أيضاً أن يخلق مزيداً من الوظائف للأميركيين كذلك. وأضافت تقول إن مبلغ "الاستثمار المباشر الخارجي" للصين في الولايات المتحدة لطالما كان صغيراً؛ ولكن مع تصاعد حجمها الاقتصادي السريع خلال السنوات الأخيرة، فإن عدداً متزايداً من المستثمرين الصينيين أخذوا يتوقون إلى ركوب غمار الاستثمار في أجزاء أخرى من العالم، ومن ذلك طبعاً أقوى اقتصاد في العالم. غير أن الصحيفة تتأسف لكون جهودهم "كثيراً ما تعرقل لاعتبارات غير تجارية"، مشيرة في هذا السياق إلى إحباط محاولة "شركة النفط الوطنية الصينية" لشراء شركة "أونكل" في 2005 كمثال. وتضيف الصحيفة قائلة إن "الاعتبارات الأمنية الأميركية إضافة إلى الانحياز السياسي كثيراً ما تكون وراء مثل هذه الخطوات"، مشيرة إلى أن بعض مؤسسات الأبحاث الأميركية تحذر من أن مثل هذه القيود الأمنية لن تشجع الاستثمارات الأجنبية. والنتيجة، كما تقول، هي تراجع الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة بشكل كبير. "من لندن إلى لندن" صحيفة "كوريا تايمز" الكورية الجنوبية خصصت افتتاحية للتعليق على افتتاح الألعاب الأولمبية في نسختها الثلاثين في العاصمة البريطانية لندن، وذلك بمشاركة 16 ألف رياضي من 204 بلدان يتنافسون على 302 ميدالية ذهبية في 26 نوعاً رياضياً. وتقول الصحيفة إن سابقتين اثنتين تميزان هذه الدورة. فقد أصبحت لندن أول مدينة في العالم تستضيف الألعاب الأولمبية الصيفية ثلاث مرات؛ كما أن ألعاب لندن هي أول ألعاب أولمبية ترسل إليها كل البلدان الـ204 رياضيات إناث. أما الشعار الرسمي للألعاب التي تدوم 16 يوماً، من 27 يوليو إلى 12 أغسطس، فهو "إلهام جيل"، مقارنة مع "عالم واحد، حلم واحد" في ألعاب بكين 2008. وتقول الصحيفة إن العالم سيتابع بشكل خاص العداء الجامايكي "أوسين بولت" لرؤية ما إن كان سيتمكن من تحطيم رقمه القياسي العالمي في سباقي 100 متر و200 متر. كما يُتوقع أن يسرق السباح الأميركي مايكل فيلبس الضوء أيضاً في وقت يطمح فيه إلى الفوز بسبع ميداليات ذهبية في السباحة، مقارنة مع الثماني ذهبيات التي حصدها في بكين. وتقول الصحيفة إن ألعاب لندن تكتسي دلالة كبيرة بالنسبة لكوريا الجنوبية، التي سجلت أول مشاركة لها في ألعاب لندن 1948، بعد ثلاث سنوات من تحررها من الحكم الاستعماري الياباني. ولهذا السبب، تتابع الصحيفة، تم اختيار "من لندن إلى لندن (1948-2012)" شعاراً لحملة الوفد الرياضي الكوري. إعداد: محمد وقيف