تطرق أحمد أميري في مقاله المنشور هنا يوم الخميس الماضي، لمسألة قلّما أثيرت أو جرى وضعها تحت الضوء، ولك حين تساءل في عنوان المقال: و"ماذا عن التطرف الشيعي؟". وقد أوضح الكاتب في هذا المقال أن الفكر المتطرف لدى السنة انحصر خلال الأعوام الأخيرة، وذلك بفضل تحالف عربي ودولي التزم بملاحقة رموز التطرف واحتوائهم ومناصحتهم. لكن هل بُذلت أية جهود جماعية للتصدي للتطرف الشيعي؟ يتساءل الكاتب ويجيب بأن نصف الأفق الشيعي في وقتنا الحالي مغطى بعباءة الولي الفقيه الذي يدرك حتمية سقوطه فور التحول عن خياراته المتشددة، إذ ليس من مصلحته أن يكون الشيعة معتدلين، كما أنه ليس بصدد التخلي عن الورقة المذهبية. أما الجزء غير المغطى، يقول الكاتب، فنجد فيه الحوزات الدينية للشيعة في النجف وقم. أما الأصوات الرافضة علناً لولاية الفقيه والمنادية بنبذ الفرقة المذهبية، فنجدها إما محاصرة أو مهمشة أو متهمة. وهكذا نجد على العموم أن التطرف لدى السُنة يحاصر أولاً بأول من قبل حكومات تملك الإمكانيات والأدوات لذلك، بينما الوضع على الجانب الشيعي يسير في اتجاه معاكس. عصام بدر -القاهرة