قرأت مقال "تحدي الديمقراطية... واللحظة العربية"، المنشور هنا يوم الاثنين الماضي، لكاتبه الدكتور طيب تيزيني، وقد أعجبني ذلك التحديد الذي قدمه حول تاريخ الديمقراطية في العالم العربي عبر تماسه بالعالم الغربي؛ قائلا إنه بدأ عبر ثلاث قنوات كبرى هي التجارة، وحروب الاستقلال، وعمليات المثاقفة. وبالفعل فإن لكل واحدة من هذه القنوات الثلاث أهميتها الكبيرة في نشر المفهوم الديمقراطي وإشاعته في العالم العربي، وإن بشكل متفاوت من وسيلة إلى أخرى ومن بلد عربي إلى آخر. لكني أعتقد أن المثاقفة كانت حاضرة بشكل رئيسي في جميع قنوات الاحتكاك، سواء أكانت التجارة أم حروب التحرر من الاستعمار، إذ كانت المثاقفة على الدام وسيلةً مهمةً لانتقال الأفكار والأنماط الثقافية بين الشعوب، ولو في اتجاه واحد، كما هو الحال فيما يتعلق بانتقال الفكرة الديمقراطية من مجالها الحضاري الغربي إلى المجال العربي، بغض النظر عن درجة ترسخها في المجال الجديد وتفاوت ذلك الترسخ من ساحة عربية إلى أخرى، لكنها أصبحت حاضرة ومؤثرة، إن بالفعل أم بالقوة، حسب مصطلحات المناطقة! إبراهيم حمود -الجزائر