مع أهمية الطرح الوارد في مقال المفكر السوري طيب تيزيني المنشور هنا تحت عنوان: "تحدي الديمقراطية... واللحظة العربية"، إلا أنني أعتقد أن علينا نحن العرب في الدول التي تمر الآن بتحولات ما أصبح يسمى بالربيع العربي، أن نرسم لأنفسنا سقف أهداف واقعية ونسعى لتحقيقها خلال عملية التحول، حتى لا نبقى أسرى مفاهيم عامة وأهداف عائمة كالديمقراطية وغيرها من عبارات لا تخلو من خصوصيات في الدلالة والسياق متى ما طبقت في هذا البلد أو ذاك. ولعل أول ما يتعين علينا الانتباه له هو أن الديمقراطية العربية ليس بالضرورة أن تكون نسخة طبق الأصل من الديمقراطية الأوروبية أو الأميركية، فمفهوم الديمقراطية نفسه واسع وحمّال أوجه، ويتسم بقدر من المرونة يسمح لنا بتكييف أهداف الإصلاح عندنا بما يتماشى مع قيمنا وخصوصياتنا، من دون أن يعني ذلك استبعاداً لفكرة المشاركة والديمقراطية نفسها. عزيز خميس - تونس