قرأت مقال الكاتب جيمس زغبي: "عابدين وورطة الجمهوريين"، وأعتقد أن الحملة الشعواء وغير المبررة التي شنتها بعض أبواق اليمين الأميركي ضد تلك السيدة الأميركية المذكورة، لا لشيء إلا لكونها مسلمة الديانة، إنما تعبر عن مدى تطرف ذلك اليمين وعدم عقلانيته، وبُعده عما يتمسح به من يافطات ادعاء الديمقراطية والتسامح والاستنارة، وسوى ذلك من دعاوى أكل الدهر عليها وشرب، ولم يعد أحد يصدقها لكثرة ما تنكر لها بعض رموز اليمين الأميركي نفسه. وإذا كان المرء يحكم عليه من منطلق انتمائه الديني، وليس لسلوكه الشخصي، وأدائه وأفعاله التي يتحمل شخصياً المسؤولية عنها، فما الذي يمكن أن يسمى بعد ذلك تطرفاً وتعصباً وانغلاقاً وانعزالية. والحاصل أن النقد الذي وجهه الكاتب لليمين الأميركي بسبب هذه الواقعة يبدو لي نقداً مستحقاً ومبرراً تماماً. وأعتقد أن محاولات بعض المتشددين اليمينيين المحسوبين على الحزب الجمهوري افتعال تلك القضية سترتد سلباً على حملة الحزب الانتخابية، وستكون لها تداعيات عكسية عليهم وعلى مرشح حزبهم في انتخابات نوفمبر المقبل. خالد يوسف - الدوحة