ملتقى "وقتي عمار واستثمار"، الذي نظّمه مركز رعاية الأحداث في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، بالتعاون مع إدارة حقوق الإنسان في وزارة الداخليّة، مؤخراً، يأتي في إطار الدور المجتمعيّ الذي تحرص شرطة أبوظبي على القيام به، من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية، وحرصها على الانخراط في القضايا التي ترتبط بأمن المجتمع واستقراره. فهذا الملتقى الذي خصّصت فعالياته لنزلاء مركز رعاية الأحداث وأولياء الأمور تناول قضية مهمّة، وهي علاقة الاستقرار الأسري بجنوح الأحداث، ودراسة الأسباب التي تدفع النشء والشباب إلى الانحراف، خاصّة سوء استغلال أوقات الفراغ، وأصدقاء السوء، ولذا حاول الملتقى أن يقدّم إلى أولياء الأمور مجموعة من النصائح والإرشادات التي تضعهم أمام التربية السليمة، التي تجنّب الأبناء مخاطر الوقوع في الانحراف أو الجريمة. تحرص شرطة أبوظبي على مناقشة مختلف الظواهر السلبيّة التي من شأنها التأثير سلباً في أمن المجتمع واستقراره، وهذا الملتقى، بما تضّمنه من نقاشات وتوصيات تستهدف الارتقاء بالأسرة في شتّى النواحي الدينية والنفسية والصحية والتربوية والعملية، يأتي ضمن جهودها الهادفة إلى مناقشة القضايا الاجتماعيّة والأسريّة بشكل تربوي، فمن المعروف أن جنوح الأحداث بات مشكلة تؤرّق كثيراً من الأسر في الآونة الأخيرة، لهذا أصبح العمل على إيجاد حلول لها يمثل ضرورة أمنية ومجتمعية، فلا شكّ في أن وجود أسرة مستقرة تسهم في تقدم المجتمع الذي تعيش فيه من خلال ما تؤمن به من قيم إيجابية، إنما يصبّ في هدف تدعيم الاستقرار بمفهومه الشامل. إن الدور المجتمعيّ المتميّز الذي تقوم به شرطة أبوظبي هو ترجمة واضحة لرؤيتها الشاملة للأمن، بمختلف أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ولعل هذا يفسر تفاعلها مع المشكلات التي تواجه المجتمع، ومحاولة إيجاد حلول غير تقليديّة لها، وذلك بالتعاون مع باقي الهيئات والمؤسسات. ويبرز في هذا الشأن النشرات الدورية والبرامج الإرشادية التي تنظّمها على مدار العام بهدف توعية الجمهور ببعض المشكلات، كمخاطر الوقوع في براثن الإدمان والمخدرات، إضافة إلى المبادرات التي تطرحها من آن إلى آخر، وتحث من خلالها أفراد المجتمع على اتّباع السلوكيات الإيجابية كالمشاركة في الأعمال التطوعية، أو الانضمام إلى حملات التبرع بالدم. في السياق نفسه، فقد جسّدت مبادرة الشرطة المجتمعية منذ بدء عمل شرطة أبوظبي بها عام 2003 نموذجاً ناجحاً في التفاعل بين الشرطة والمجتمع، حيث أسهمت في التصدّي لكثير من القضايا والمشكلات الاجتماعية، وحلّها بطريقة ودية تعزز من فرص التسامح بين الأطراف المتنازعة، خاصة في بعض القضايا مثل انحرافات النشء والعنف الأسري والمدرسي والخلافات بين الجيران. ما يعظّم الدور المجتمعي الذي تقوم به شرطة أبوظبي أمران: الأول، أنها أصبحت أكثر تواصلاً مع الجمهور عبر استطلاعات الرأي التي تقوم بها من حين إلى آخر، وتساعدها على معرفة طبيعة المشكلات التي تواجه المجتمع، وكذلك معرفة آراء الجمهور وتوجّهاته إزاء هذه المشكلات، وذلك لوضع الحلول الملائمة لها. الأمر الثاني، هو تعاونها مع مؤسسات الدولة المختلفة، وإقامة شراكات معها، إيماناً منها بقيمة العمل الجماعيّ المتكامل في تحقيق الأمن والاستقرار، بفضل ما تؤمّنه هذه الشراكات من استفادة من الخبرات المعرفية والتقنية والمعلوماتية المتاحة لبعض هذه المؤسسات في بناء رؤى واقعيّة تسهم في حل مشكلات المجتمع. ـــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.