في مقاله الأخير على هذه الصفحات، وعنوانه "الصراع بالدين... وليس على الدين"، يذكر محمد السماك أن الفيلسوف الفرنسي "مارلو" تنبأ في ستينيات القرن الماضي بأن القرن الحادي والعشرين سيكون قرناً دينياً أو لا يكون، فلم يصدّقه الكثيرون في حينه، حيث كان الدين قد غاب عن الحياة العامة والفردية في أوروبا. لكن العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أثبت، يقول السماك، كم كان "مارلو" محقاً وبعيد النظر في قراءته لمسار الحركة السياسية العقدية في مجتمعات العالم. وهنا أضيفُ أن فلاسفةً وعلماءَ اجتماع غربيين كثر، أثبتوا أن العلمنة ليست سوى قشرة رقيقة في حياة المجتمعات الغربية المعاصرة، وأنه تكمن تحتها حقيقة الدور الذي تلعبه التصورات الدينية في أكثر الممارسات اتصافاً بالعلمانية! وفي هذا الخصوص أتفق مع السماك في تأكيده على أن المشكلة ليست في عودة الدين إلى الحياة العامة، بل المشكلة -كل المشكلة- تكمن في استغلال الدين في الحياة العامة. محمد خالد -أبوظبي