مع أهمية ذلك الطرح الوارد في مقال الكاتب الأميركي جيفري كمب: "الصراع على موارد العالم"، إلا أنني أعتقد أن موارد العالم ما زالت كفيلة بتوفير احتياجات الجنس البشري، وليست المشكلة مشكلة ندرة وإنما هي بالأساس مشكلة سوء توزيع بين الدول الصناعية في الشمال، والدول النامية في الجنوب. ففي حين تعاني شعوب دول الشمال من وفرة وفائض في تلبية احتياجاتها من الغذاء والطاقة وأشكال الحياة المرفهة، تعاني معظم شعوب دول الجنوب من الفقر والفاقة، وشبه انعدام الموارد الكفيلة بتلبية احتياجاتها الأساسية. ولا أدل على هذا الكلام من التأخر الشديد في تحقيق الحد المقبول مما يسمى أهداف الألفية للتنمية في العديد من الدول النامية في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، حيث لا تتوافر حتى الآن المياه الصالحة للاستهلاك البشري، ولا يكاد يتوافر المأوى والغذاء لمئات الملايين من الناس. والمشكلة إذن، في المحصلة، ليست مشكلة تنافس على موارد شحيحة، وإنما هي مشكلة إدارة لهذا التنافس، ومشكلة توزيع للموارد المتاحة على هذا الكوكب. عز الدين يونس - أبوظبي