يمثل شهر رمضان المبارك الذي يحل ويهل هلاله هذه الأيام، مناسبة زمنية استثنائية للمسلم كي يعود فيها إلى نفسه ويتأمل فيها على وجه المكاشفة والمحاسبة وإعمال النقد الذاتي. فذلك أهم أسلوب للتربية الذاتية نحتاجه لتطهير النفس وتزكية السلوك وتنقية الضمير... من آثار وأدران النفس الأمّارة بالسوء. إنه شهر للتخلي والتحلي، أي التخلي عن المعاصي وترك ارتكاب المنكرات، والتحلي بالطاعات والاجتهاد في إيتاء القربات. فعلى مدار الأشهر الأخرى خلال السنة يجد الإنسان نفسه في حال من الغفلة والشرود عن ذاته الخيرة، مبتعدة به عن الطاعات بل وموقعة إياه في المحارم... وتلك حالة قد تتحول إلى عادة مستحكمة لا يمكن الإقلاع عنها إلا بكثير من التربية الذاتية الرشيدة وأخذ النفس بمنهج من الحزم والحسم... وأفضل وقت لذلك هو شهر رمضان المبارك الذي يتضاعف فيه ثواب الطاعات وتكثر المحفزات عليها في جو إيماني يحمل على أفعال البر والخير والتقوى. سامي علاف -اليمن