كتب الدكتور السيد ولد أباه في مقاله الأخير على هذه الصفحات حول اتحاد المغرب العربي، متسائلاً في عنوان المقال: أهو "ذاكرة حلم أم أفق للمستقبل؟". وفي ظني أن اتحاد المغرب العربي هو الأمران معاً، وفي وقت واحد. فهو ذاكرة حلم طالما تطلّعت إليه أجيال المنطقة على مرّ العصور، حيث أصبحت محاولات قيامه جزءاً متأصلاً من التاريخ السياسي للدول المغاربية، قبل الاستقلال وبعده. وإلى اليوم لا يزال شرط الاندماج الإقليمي المغاربي أحد مرتكزات الفكر التنموي في الأدبيات الاقتصادية الرائجة داخل أوساط النخبة في دول الشمال الإفريقي، كما هو الحال في وعي الجماهير التي تراه مصلحة لها، كونه يفتح الأسواق، ويرسي التكامل بين الاقتصادات والخبرات، ويحرر الطاقات، ويشْرع بوابات الحدود... وبالتالي يزيد فرص التنمية وإمكانيات الارتقاء بالمستوى المادي والمعنوي لعموم الجماهير المغاربية. إنه حلم من الماضي وأفق ينفتح على المستقبل، وسيتعزز في ظل "الربيع العربي" وهو يحرر إرادة مواطنيه ويرفع منسوب المشاركة السياسية في بلدانه. عمر حميد -تونس