"مهرجان ليوا للرطب-2012"، الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، وتنظمه "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة"، يعد إحدى الفعاليات السنوية المهمة، التي تعبر عن التراث الثقافي الإماراتي، بالنظر إلى ما يحتويه من مسابقات وأنشطة تراثية وثقافية غنية تعكس جهود الحفاظ على التراث الثقافي العريق لدولة الإمارات. اختيار منطقة ليوا لاستضافة هذا المهرجان سنوياً يعبر بوضوح عما تمثله من أهمية بالغة، سواء في تاريخ ‏زراعة الرطب بالدولة، لما عرفت به منذ قديم الزمان من كونها سلة الغذاء، ومصدر الرطب ‏والتمور لأهالي المنطقة، أو لما تمتلكه من مقومات سياحية فريدة تجعل منها منطقة جذب للسياح من داخل الدولة وخارجها، وهذا يفسر النجاح المتزايد للمهرجان من عام إلى آخر، حيث يشهد إقبالاً متزايداً من عشاق الرطب على واحة ليوا، للاستمتاع بصحراء ليوا التي تعد من كبريات الصحارى الرملية في العالم، وتجتذب السائحين الباحثين عن المتعة من مختلف دول العالم، خصوصاً أن المهرجان يقام ضمن مجموعة فعاليات متنوعة يتضمنها مشروع تطوير المنطقة الغربية، الذي تعمل من خلاله حكومة أبوظبي على تطوير إمكانات واحة ليوا كمنطقة جذب سياحي، من خلال إنشاء وسائل الترفيه والراحة ومرافق مجتمعية في المنطقة. لقد نجح "مهرجان ليوا للرطب" على مدار السنوات الماضية في أن يصنع لنفسه مكانة خاصة لدى المعنيين بالتراث وزراعة الرطب، فقد تحولت أنشطته المتنوعة إلى مناسبة سنوية تستهوي كل محبي التراث والأصالة، بما يتضمنه من سوق شعبية تقدم الكثير من الأدوات التراثية والأشغال اليدوية المصنوعة من النخيل والتمور، إضافة إلى العروض الخاصة، كخيمة الأطفال، وخيمة العارضين، والألعاب الشعبية، والمسابقات التراثية، التي لا شك أنها تعبر في مجملها عن جانب مهم من موروثنا الثقافي والشعبي. وعلاوة على ما سبق، فإن "مهرجان ليوا" أصبح يقوم بدور مهم في الارتقاء بزراعة التمور وصناعتها، وزيادة قدرتها التنافسية محلياً وعالمياً. ولعل من المؤشرات المهمة في هذا الشأن أن دولة الإمارات أصبحت، وفق إحدى الدراسات، تحتل المرتبة الأولى في تصدير التمور على مستوى العالم من خلال استحواذها على 33 في المئة من كمية الصادرات العالمية، بنحو 266 ألف طن، يتم تصديرها إلى أكثر من 30 دولة، الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن زراعة التمور وصناعتها أصبحت صناعة واعدة تتمتع بعوائد مرتفعة، يمكن أن تمثل إضافة مهمة للاقتصاد الوطني. تولي دولة الإمارات اهتماماً لزراعة النخيل، ولا تألو جهداً في توفير مختلف أوجه الدعم للمزارعين، وتشجيعهم على تحقيق المزيد من عناصر الجودة في زراعته، وليس أدل على ذلك من "جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر" التي أسِّست برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، عام 2007، والتي تعنى بتكريم الشخصيات العاملة في مجال نخيل التمر، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. فهذه الجائزة تستهدف تشجيع العاملين في قطاع زراعة نخيل التمر من الباحثين والمزارعين والمنتجين والمصدرين والمؤسسات والجمعيات والهيئات المتخصصة، وتعزيز الدور الريادي لدولة الإمارات عالمياً في تنمية البحث العلمي الخاص بالنخيل وتطويره، وإبراز مفردات النخلة التراثية كجزء من هويتها الوطنية. ــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية