تولي دولة الإمارات اهتماماً خاصاً بالشباب كونهم القوة الرئيسة الدافعة وراء تقدّم الوطن ونهضته على المستويات كافة، ولذا لا تألو جهداً في العمل على تمكينهم وتفعيل دورهم، وهذا ما عبّرت عنه بوضوح سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسريّة، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن سموها علي سالم الكعبي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسريّة، خلال تكريم الفائزين والفائزات من الشباب العرب بـ"جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي الدوليّة"، في حفل الافتتاح الرسمي لـ"مؤتمر الشباب العربي الدولي الثاني والثلاثين" في مدينة البتراء الأردنية مؤخراً، حيث أكدت سموها أن "هذه الجائزة جاءت تكريماً للشباب واعترافاً بدورهم المتنامي، وتقديراً لجهودهم في بناء مجتمعاتنا والسير بها نحو دروب الحداثة والمعاصرة، مع التمسك بموروثاتنا وتقاليدنا وأصالتنا". كلمة سمو الشيخة فاطمة أمام المؤتمر تعكس في معانيها العميقة النّظرة الواعية إلى دور الشباب، بصفتهم ركيزة التنمية والتطور في أيّ مجتمع، الأمر الذي يتطلب ضرورة الاهتمام بهم، والعمل على تحسين قدراتهم ومهاراتهم المختلفة، من أجل إعدادهم بشكل جيد، لكي يسهموا بشكل فاعل في مسيرة التنمية في دولهم. ولا شكّ في أن "جائزة أم الإمارات للشباب العربي" تعدّ من المبادرات الرائدة في هذا الشأن، حيث تقوم أهدافها على تعميق الشعور بالفخر والاعتزاز والانتماء والولاء للوطن والعالم العربي، وتكريم كفاءات الشباب العربي وإبداعاته وتقديرها على المستوى الدولي، وتقدير إنجازات الشباب العربيّ الاجتماعية والتخصصية والأكاديمية، والعمل على بناء قدرات الشباب العربي الفردية وتطويرها وصولاً بهم إلى العالميّة. تؤمّن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بدور الأبناء من الأجيال الجديدة، وتطالب دوماً بضرورة تفعيل هذا الدور، ليكون الشباب هم الأساس في نهضة المجتمعات العربيّة وتطورها، وهذا يتسق مع المبادرات الرائدة والمتميّزة التي طرحتها سموها في هذا الشأن بهدف الارتقاء بقدرات الشباب الإماراتي والعربي بوجه عام، ففي المؤتمر الثالث لـ"منظمة المرأة العربيّة"، الذي عقد في تونس في أكتوبر عام 2010، اقترحت إنشاء لجنة دائمة للشباب العربيّ ضمن "منظمة المرأة العربية"، يكون هدفها الرئيس هو تفعيل دور الشّباب في التنمية المستدامة في الدول العربية، وخلال رئاسة سموها للدورة الثالثة لـ"منظمة المرأة العربية" عام 2007-2009 تقدّمت بالعديد من المبادرات البناءة التي تستهدف الارتقاء بقدرات الشباب العربي في كثير من المجالات، حيث تفضلت سموها برعاية دورة تنمية مهارات الحوار والاتصال حول قضايا المرأة بين الشباب العربيّ عام 2008 من أجل تدريبهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتحاور مع الشباب الغربيّ من دون تشدد أو تحيز، ثم رعت "مؤتمر حوار الشباب العربي-الغربي" في العام الذي شكّل فرصة مهمة لمجموعة الشباب الغربيين المشاركين للحصول على المعلومات الصحيحة عن واقع المرأة العربيّة وأوضاعها وقضاياها والجهود المبذولة من أجل النهوض بها. إن الاهتمام الذي توليه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لدور الشباب، والمبادرات التي تقوم بها أو ترعاها من أجل الارتقاء بقدراتهم، تعبّر في مضمونها العام عن رؤية دولة الإمارات للشباب، بصفتهم طاقة كبيرة وخلاقة، ينبغي العمل على توظيفها بشكل جيد، كي تسهم في نهضة المجتمع وتطوّره، لأنهم -كما تقول أم الإمارات- "أساس التقدّم وعلى أكتافهم تبنى الدول، وتزدهر الحضارات". ــــــــــــــــــــ عن نشرة"أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.