إنه بالفعل "قيام الجمهورية الأولى" في ليبيا، كما قال الدكتور خالد الحروب في عنوان مقاله المنشور هنا يوم الاثنين الماضي، والذي أوضح فيه أن انتخابات الأسبوع الفائت في ليبيا شكلت وتشكل نقطة العبور الأول نحو ليبيا المستقبل، والتي تقطع فيها نهائياً مع عهد القذافي، كما تضع حداً فاصلاً لحالة الفوضى والانفلات وغياب المؤسسات وسيادة السلاح خارج القانون... أي الحالة التي ظلت قائمة منذ سقوط "النظام" السابق. ولابد هنا من التأكيد على أهمية هذه الانتخابات، لاسيما أنها أفضت إلى انتصار كاسح لأنصار الدولة المدنية، من الوطنيين والليبراليين والقوميين، ومن ثم أصبح يمكننا القول إن الثورة الليبية الشجاعة ضد "نظام" القذافي، تنتقل الآن إلى حالة بناء الدولة، أي نظام المؤسسات وسيادة القانون. ومعنى ذلك، كما أكد الكاتب، أن شرعية الثوار يجب أن تنتهي مع الانتخابات وتذوب في الشرعية الدستورية قيد التأسيس. عماد أبوبكر -الرباط