قرأت مقال "طالبان في تومبكتو"، لكاتبه الدكتور السيد ولد أباه، وقد أعجبني ما قدّمه من معلومات حول مدينة تومبكتو التاريخية، جوهرة الصحراء وعروس الساحل في منطقة الغرب الأفريقي، والتي تحدث الرحالة العرب والغربيون عن سحر جمالها وازدهارها منذ القرن الخامس الهجري، حيث زارها بن بطوطة والمسعودي وليون الأفريقي... وأشادوا جميعاً بأسواقها العامرة وجوامعها المزدحمة ومدارسها وجامعاتها الآهلة بالعلماء وطلاب العلم من كل بقاع الدنيا. لكن مدينة تومبكتو، وبعد ما ظلّت عرضة للإهمال وعدم الاهتمام في سياسات الحكومة المركزية لدولة مالي منذ الاستقلال، شأنها شأن باقي مناطق إقليم أزواد الذي تقع في قلبه... تواجه اليوم محنةً غير مسبوقة، وذلك بعد أن أصبحت خاضعة لجماعة "أنصار الدين" الأصولية المتطرفة، حيث وقف السكان مذهولين أمام ما أقدمت عليه الجماعة من تحطيم لأضرحة أوليائهم الذين كانوا يزورونهم يومياً ويتوجهون إليهم بمظاهر الإجلال والتعظيم! لا غرابة إذن، والحال هذه، إن شبّه أحد المتابعين، كما نقل الكاتب، محنة تومبكتو الحالية بمحنة بغداد على أيدي الغزاة التتار! إنهم بالفعل تتار الغرب الأفريقي وقد اجتاحوا أهم مدينة تاريخية طالما كانت عاصمة علمية وتجارية ومنارة إشعاع معرفي في هذا الجزء من العالم! خالد محمد- أبوظبي