وسط الفوضى والمرَج، قد يوجد النظام الذي ينتظم الأشياء المتناثرة والمواقف العشوائية. وفي هذه الصورة نرى أناساً بعضهم واقف أو جالس وبعضهم يتحرك جيئة وذهاباً، على أرضية تتناثر فوقها بقايا الأشجار والأخشاب، والكتل الطينية والأعشاب المستأصلة... في معسكر عشوائي أقيم بباحة مدرسة "سانت إيجيديو" في قرية "مو جونجا" بالقرب من مدينة "جوما" في شرق جمهورية الكونجو الديمقراطية. وقد نزح هؤلاء الناس من بيوتهم ومناطق سكناهم، ولجأوا إلى هذا المكان، بسبب تداعيات الصراع المسلح المندلع منذ التاسع والعشرين من أبريل الماضي، في مقاطعة "نورد كيمو" الشرقية بالكونجو، بين قوات الجيش النظامي ومجموعة متمردة يتزعمها قائد عسكري سابق مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية. وكما هو الوضع في باحة "سانت إيجيدو"، مختلط ومرتبك، بين من يطبخ طعامه القليل ومن يعرض بضاعته الزهيدة للبيع، ومن يجلس في انتظار المجهول... كذلك هي أحوال الكونجو الديمقراطية منذ عدة أعوام، حائرة بين المواسم الانتخابية ودورات التمرد العسكري وعنف الحرب الأهلية! (أ.ف.ب)