ترك أوباما باباً مفتوحاً، أو فرصة سانحة، أمام "ميت رومني" في مجال السياسة الاقتصادية. فمن المعروف أن الرئيس قد استجاب لركود حاد، ومستمر في سوق العمل، عن طريق تقديم مقترح لزيادة الضرائب خلال أربع سنوات، وهو مقترح يمكن أن ينتهي في حالة تطبيقه إلى نتائج عكسية. رداً على ذلك تقدم "رومني" خطوة واحدة مترددة- كدأبه- عبر ذلك الباب –الفرصة- الذي فتحه أمامه أوباما. فعلى الرغم من أن خطابه في"الجمعية الوطنية لتقدم الملونين"، يوم الأربعاء الماضي قد تضمن موضوعات دسمة تتضمن تدعيم "الفرص المتساوية" وبناء"رأس مال إنساني"، وانتشال الناس من الفقر، فإن سياساته الداعمة لتحقيق هذه الأهداف، في مجالات الرعاية الصحية، والطاقة، وإصلاح التعليم -التي تحدث عنها في الخطاب- كانت غير متسقة وغير خلاقة. ولعمل أجندة تستجيب للفرصة التي أتاحها أوباما، فإنه من الواجب على حملة "رومني" أن تبدأ بالسعي لدراسة، وفهم، وتنفيذ التوصيات التي جاءت في تقرير"مشروع الحراك الاقتصادي" لـ"صناديق بيو الخيرية" التابعة لمركز"بيو " للدراسات والذي يقدم تعليمات في غاية الأهمية لكافة مكونات الطيف السياسي. التقرير الذي قدمه المركز المذكور يحلل الكيفية التي يمكن بها مقارنة مداخيل أفراد العائلات اليوم بمداخيل أفراد جيل آبائهم. الأنباء الجيدة في هذا السياق أن متوسط الدخول وفي كل درجة من درجات السلم الاجتماعي قد ارتفع حتى في أوساط الـ 20 في المئة من السكان الموجودين في أدنى درجات السلم الاجتماعي (بنسبة 74 في المئة بين الجيلين). ولكن الحركة النسبية أو القدرة على الصعود الاجتماعي تكاد تكون ثابتة، وعلى وجه الخصوص في الطبقات القريبة من الدرجات الدنيا للسلم الاجتماعي. فعلى الرغم من أن البعض في تلك الطبقات يكسبون أكثر بكثير مما كان يكسبه آباؤهم، إلا أنهم لم يتمكنوا مع ذلك من الارتقاء الاجتماعي. وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن 36 في المئة من العائلات الأميركية قد تأخرت عما كانت عليه، ما جعل من مستوى الحركية الاجتماعية في أميركا أدنى من مثيله لدى العديد من الدول الأوروبية. يعني ذلك أن هناك مشكلة طبقية واضحة في أميركا، وهي مشكلة يمكن لـ"رومني" إذا عالجها من خلال تشجيع الحراك والصعود الاجتماعي أن يحقق مكاسب ملموسة في حملته الانتخابية الحالية. وكموضوع سياسي، فإنه يمكن أن يقدم لـ"رومني" ميزة خاصة. فنظراً لأن رسالة أوباما في الوقت الراهن تهدف لـ"امتصاص الأغنياء"، فإن رد الفعل "الجمهوري" الذكي -من جانب رومني- يجب أن يكون في هذه الحالة ليس الدفاع عن الأغنياء كما هو متوقع وإنما الدعوة للمجتمع السائل والمرن، الذي تتاح فيه للجميع من دون استثناء الفرصة للصعود الاجتماعي. ستكون تلك رسالة سياسية قوية من جانب "رومني"، لأنها في حقيقة الأمر معالجة، لحاجة حقيقية وجاده، بطريقة تتسق مع التقاليد التي عرفت عن "المحافظين" في الولايات المتحدة. مايكل جيرسون محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"