يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان "الإجماع السوداني"، قرأت مقال عبدالله عبيد حسن، وفي معرض تعقيبي عليه، أقول: تعبير الاجماع الوطني تضليل للرأي العام العالمي، فالمنادون به هم أفشل ساسة جربهم شعبنا السوداني الواعي منذ الاستقلال لحقب متتالية، وعانى من ويلاتهم وسوء حكمهم ومن إضاعة الزمن في التعديلات الوزارية والترضيات المتكررة، دون اعتبار لهموم الشعب وقضاياه، فاضطر الجيش لإزاحتهم وإدارة أمور البلاد واضطر الشعب لتفجير ثورة أكتوبر 1964 ثم أبريل 1985. وفي عهودهم السيئة انعدمت السلع والخدمات وخيم الاحتكار وغلاء الأسعار والقدرة والندرة والسوق السوداء وانعدمت المواد البترولية، وذبلت المزارع، وخسر المزارعون جهودهم في زراعتهم التي يبست قبل بلوغ النضج وسادت الصفوف والطوابير أملاً في الخبز والسلع وقضاء الحوائج. وأيقن الشعب ووعى الدرس وصمم ألا رجوع للوراء، ومواصلة المسيرة، التي بدأت منذ سنوات لبلوغ الأهداف التنموية والاقتصادية والاجتماعية ومارس السلطة والحكم والإدارة والتخطيط على كافة ربوع الوطن عبر الحكم الفيدرالي الولائي على مبدأ الشورى والديمقراطية على مستوى الحي والمحلية والمركز والقومي تشريعاً وتنفيذاً وانقاذاً للمشاريع الصغرى والكبرى والعمران وإقامة المصانع والمزارع والسدود والطرق والجسور نحو تقدم حضاري ومستقبل زاهر ليكون الوطن عما قريب في مصاف الدول المتطورة ويلج عصر الرفاه والوفرة الاقتصادية والازدهار. والشعب مدرك لظروف وملابسات الواقع الطارئ والمؤقت الحالي ومصمم على تجاوزه بكفاءاته المقتدرة وبإسهام القوى والقدرات الشعبية الفاعلة الواعية وواع بتلك المؤامرات التي كرهها شعبنا وتجاوزها حتى أطفال السودان لتعارضها مع مقاصد الشعب وإن كانت لهم آراء، فصناديق الاقتراع هي البوصلة لقبولها بعد أن لفظهم الشعب عبر تلك الصناديق. حسين الحاج - العين