قرأت مقال "جنوب السودان... عام على الاستقلال"، لكاتبه سكوت بالدوف، كما تابعت التغطيات الإعلامية حول الذكرى الأولى لقيام هذه الدولة، ولاحظت فتوراً واضحاً في تطلعات الجنوبيين، مقارنة بذلك الحماس الكبير الذي أبدوه لدى انفصالهم العام الماضي، وما رافقه من توقعات غربية متفائلة جداً بمستقبل الدولة الجديدة التي ولدت على قاعدة العرق والدين، ثم سرعان ما أخذت العرقيات الأفريقية تتصارع داخلها. يقول الكاتب إنه رغم سوء الأوضاع في جنوب السودان، فإن الغرب لن يتخلى عن الدولة الجديدة التي أنفق الكثير من الوقت والجهد والمال من أجل ولادتها. لكني أعتقد أنه سيتخلى عنها ولن يضحي حيالها أكثر مما فعل حتى الآن، إذ ربما كان هدفُ دعمه لها في البداية إضعاف السودان وتفتيته، تلك الدولة القارية ذات الإمكانات التطويرية والنهضوية الهائلة، لو أتيح لها التقاط أنفاسها بين موجات التدخل في أحوالها الداخلية. أما الآن وقد تحقق الهدف، فلن نرى دعماً غربياً كبيراً لجنوب السودان، خاصة إذا ما بدأت عرقياته تتقاتل على دولارات النفط! أمين محمود -الخرطوم