أعتقد أن السيد يسين أصاب جانباً أسياسياً من حقيقة الحياة السياسية في مصر خلال المرحلة الحالية، وذلك حين تحدث عن "هيمنة الفكر الواحد وسيطرة الأمر الواقع!"، وذلك هو عنوان المقال الذي يشير إلى جماعة "الإخوان المسلمين" كفصيل أتيح له شيء من الصعود الانتخابي ويحاول فرض عقيدته الفكرية وتحويلها إلى أيديولوجيا مهيمنة ترفض التعدد ولا تقبل أي وجود مؤثر لطرف آخر غيرها، من جهة، ومن جهة أخرى إلى طرف مقابل يمتلك سيطرة فعلية على مجريات الواقع والكثير من تفاصيله ألا وهو المجلس العسكري خصوصاً بعد إجبار "مبارك" على التنحي وتسليم السلطة للعسكريين الذين أصبحوا يديرون البلاد ويحددون الأجندة السياسية بتفاصيلها المختلفة، علاوة على ما يعتقد أنها أدوار وصلات لمجلسهم، من وراء الستار، بقوى وأحداث ومؤسسات مختلفة، مما يشكل أمراً واقعاً سيكون من العسير على "الإخوان" تخطيه أو محاولة تفكيكه في سبيل فرض هيمنتهم الفكرية وإيجاد سيطرة لها على الأمر الواقع. ومن ذلك يتضح أن مصر مقبلة على مرحلة جديدة من تاريخها ستنطبع بالصراع المبطن وغير المعلن بين العسكر والإسلام السياسي، وقد تكون الأكلاف الكلية لذلك الصراع باهظة وثقيلة، ما لم يتحل الطرفان بالحد الكافي من الوطنية وروح المسؤولية. كمال السيد -دبي