مسار الدبلوماسية والعنف... وسمعة "الجنائية الدولية" ---------- مؤتمر جنيف حول سوريا، ودعوة إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية مع إيران على خلفية برنامجها النووي، والإفراج عن موظفي "الجنائية الدولية" في ليبيا، وفوز المنتخب الإسباني بكأس أوروبا لكرة القدم... موضوعات أربعة استأثرت باهتمام الصحافة الدولية. ---------- "فرصة للسلام في سوريا" تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية افتتاحية عددها ليوم الاثنين واستهلتها بالسؤال: هل باتت جهود الوسيط الأممي كوفي عنان لرعاية اتفاق لوقف إطلاق النار ومصالحة وطنية في سوريا تحشد القوة والزخم أخيراً؟ الصحيفة تقول إن هذا سؤال مازال من الصعب الإجابة عليه حتى بعد توصل بلدان كبيرة في المجتمع الدولي لاتفاق على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية، يمكن أن تشمل أعضاء من الحكومة والمعارضة معاً. غير أنها تعتبر أن ما تم تحقيقه في اجتماع جنيف الذي عقد السبت الماضي ملهم ومشجع، وذلك على اعتبار أن كل الأطراف اتفقت على أن تسوية سياسية للأزمة هي المقاربة الصحيحة، مضيفة أن جهود عنان باتت اليوم تحظى بدعم كل البلدان الكبيرة في العالم، وهو يمثل خبرا سارا. ورغم حقيقة أن الاتفاق الدولي على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية يمثل خطوة إلى الأمام، تقول الصحيفة، فإن تطبيقه يمثل تحدياً حقيقياً، وذلك بالنظر إلى أن الولايات المتحدة وروسيا مازالتا على خلاف حول ما إن كان ينبغي أن يكون الأسد جزءاً من الحكومة الانتقالية أم لا، وإن كان عنان قال إنها ينبغي أن تشمل أعضاء من حكومة الأسد والمعارضة السورية. لذلك، تتابع الصحيفة، فإنه مازال على البلدان الكبيرة إجراء مشاورات أكثر حول الموضوع وحول الدعم الملموس الذي ستقدمه لتطبيق الاتفاق الجديد. أما العقبة الثانية، فتكمن في ما إن كان الأسد وحكومته والمعارضة سيقبلون بالمخطط، لاسيما أنه لم يحضر ممثل عن أي من الطرفين في الاجتماع. لكن الصحيفة تشدد على أنه على الحكومة السورية والمعارضة معاً أن يدركا أن من شأن مزيد من العنف أن يخرج عن السيطرة ويتطور إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، وهي حرب لن تكون في مصلحة أي طرف بكل تأكيد. الضغط الدبلوماسي صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أفادت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء بأن العقوبات التي كانت الولايات المتحدة أعلنتها في ديسمبر الماضي ضد إيران على خلفية برنامجها النووي، دخلت حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، وبأن الاتحاد الأوروبي، من جانبه، قام بتكثيف حظره على الواردات النفطية من إيران الأحد الماضي. وفي هذا الإطار، ذكَّرت الصحيفة بأنه عندما أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لأول مرة عن العقوبات في ديسمبر الماضي، كانت إيران قد هددت بغلق مضيق هرمز الذي يعد طريقاً رئيسياً للنفط؛ وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى استعراض قوتها عبر إرسال حاملة طائرات عبر المضيق، مشددة على أهمية أن يُظهر كلا الجانبين ضبط النفس ويقوما بحل خلافاتهما عبر الوسائل الدبلوماسية. وكانت إيران والأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا (مجموعة 5 + 1) قد عقدوا محادثاتهم الأولى منذ 15 شهراً في اسطنبول في أبريل، متبوعة بمحادثات مماثلة في بغداد في مايو، ثم في موسكو في يونيو، لكنهم لم يتمكنوا من التوصل لأي اتفاق. وتقول الصحيفة إن مجموعة 5 + 1 تدعو إيران إلى إغلاق منشآتها النووية في فوردو ووقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة على اعتبار أنه من السهل الانتقال من 20 في المئة إلى 90 في المئة، وهو مستوى التخصيب الذي يمكن من صنع قنبلة ذرية؛ لكن إيران تشدد على أن برنامجها النووي موجه لأغراض غير عسكرية. وتقول الصحيفة إن إيران تشدد في محادثاتها مع مجموعة 5 + 1 على ضرورة أن تنهي القوى الغربية عقوباتها أولاً، و تتوقع الصحيفة أن تتسبب الجولات الجديدة من العقوبات في مزيد من التدهور الاقتصادي الإيراني، مما سيؤثر بشكل كبير على حيات المواطنين الإيرانيين العاديين. ثم ختمت افتتاحيتها بالقول إنه إذا كانت إيران تشدد على أن برنامجها النووي ليس موجهاً للأغراض العسكرية، فيتعين عليها أن تجعله شفافاً، داعية كلا الجانبين، مجموعة 5 + 1 وإيران، إلى مواصلة جهود دبلوماسية جدية لمنع الوضع من أن يتطور إلى أزمة خطيرة. معتقلو "الجنائية الدولية" صحيفة "ذا أستراليان" الأسترالية خصصت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على الإفراج، يوم الاثنين، عن الموظفين الأربعة في المحكمة الجنائية الدولية الذين كانوا معتقلين في ليبيا منذ يونيو الماضي، وذلك بعد اعتذار رئيس المحكمة في لاهاي عن "الصعوبات" التي نجمت عن مهمتهم، حيث تشدد الصحيفة على ضرورة "تفسير" الاعتذار الذي تم التعبير عنه للحكومة والشعب الليبيين من قبل رئيس المحكمة سونج سانج هيون، وهو قاضٍ من كوريا الجنوبية، أثناء الإفراج عن المحامية الأسترالية ميليندا تايلور وزملائها الثلاثة من الاعتقال في مدينة الزنتان. كما اعتبرت الصحيفة أن الإفراج عن موظفي "الجنائية الدولية"، وجميعهم يتمتعون بحصانة دبلوماسية للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت خلال الانتفاضة ضد نظام القذافي، لم يأت في وقت مبكر وأن سجنهم ينعكس بشكل سيء على السلطات في ليبيا. سونج وعد بأن "المعلومات التي نقلتها السلطات الليبية سيتم التحقيق فيها بشكل كامل وفقاً لإجراءات المحكمة الجنائية الدولية". وهو أمر تقول الصحيفة إنه يجب أن يتم بأكبر قدر من الشفافية. وحسب الصحيفة، فإن الموظفين الأربعة كانوا في الزنتان من أجل رؤية سيف القذافي الذي ينتظر المحاكمة، في وقت تطالب فيه السلطات الليبية بأن يحاكم داخل البلاد بينما تبدي "الجنائية الدولية" قلقاً بشأن ما إن كان سيتلقى محاكمة عادلة. وتتهم كتيبة الزنتان تايلور وزملاءها بمحاولة تهريب وثائق خطيرة إليه، ويشمل ذلك رسالة مشفرة من مساعده السابق إضافة إلى كاميرا مخفية على شكل قلم. وهو ما اعتبرته الصحيفة "ادعاءات خطيرة"؛ لكنها لا تبرر الطريقة القمعية التي تعاملت بها السلطات الليبية الجديدة معهم. ثم ختمت افتتاحيتها بالقول إنه إذا كان لدى السلطات الليبية الجديدة الكثير لتتعلمه من طريقة التعامل مع تايلور وزملائها، فكذلك الحال بالنسبة لـ"الجنائية الدولية" التي يعتبر الحفاظ على سمعتها كمؤسسة محايدة أمراً أساسياً وضرورياً. "ولهذا، فإن التحقيق الكامل الذي وعد به القاضي سونج بالغ الأهمية". إسبانيا... بطلة أوروبا صحيفة "ذا هيندو" الهندية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على فوز المنتخب الإسباني لكرة القدم بكأس أوروبا للأمم التي احتضنتها أوكرانيا وبولندا بشكل مشترك. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إنه إذا كانت مكانة إسبانيا كأعظم منتخب في كرة القدم خلال العقود الأخيرة موضع شك، فإن انتصارها الكبيرة في يورو 2012 جاء ليزيل أي لبس ويحسم المسألة بشكل نهائي، مشيدةً على نحو خاص بالمدرب المخضرم فيسنتي ديل بوسكي الذي قاد منتخب بلاده إلى التتويج الأوروبي وأبلى البلاء الحسن، مسكتاً منتقديه ومدمراً منتخب إيطاليا المنهك. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إنه لم يسبق لأي بلد آخر أن دافع عن البطولة الأوروبية أو فاز بثلاث بطولات دولية كبرى (كأس أوروبا مرتين إضافة إلى كأس العالم) على التوالي، مثلما فعل المنتخب الإسباني. وبذلك، يمكن القول إن هذه الإنجازات قد لن تضاهى خلال المستقبل المنظور، مثلما ترى الصحيفة التي ختمت بالقول إن بطولة أوروبا 2012 سيتم تذكرها كواحدة من المنافسات الرياضية الدولية الأحسن خلال السنوات الأخيرة، معتبرة أنه يحق لأوكرانيا وبولندا أن تهنئا نفسيهما على حسن التنظيم ونجاح البطولة. إعداد: محمد وقيف