اختبار وشيك لإسلاميي ليبيا... والروس متخوفون من "رومني" ماذا عن إسلاميي ليبيا وإمكانية صعودهم في انتخابات السبت المقبل؟ وما مدى تأثر الروس بتصريحات "مت رومني" المرشح "الجمهوري" في انتخابات الرئاسة؟ وهل يمكن إصلاح الاقتصاد الأوروبي بعد قمة بروكسل؟ وكيف باتت تداعيات الاحتباس الحراري وشيكة بالنسبة للأميركيين؟... تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. انتخابات ليبيا خصصت "تارا باهرامبور" تقريرها المنشور في "واشنطن بوست" يوم أمس، لرصد المشهد الليبي قبيل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها السبت المقبل. فتحت عنوان "في ليبيا: خيار للإسلاميين وخيار للناخبين"، رأت الكاتبة أنه بعد ثورات شعبية أطاحت العام الماضي بديكتاتوريات علمانية، اختار الناخبون في مصر وتونس المجاورتين لليبيا أحزاباً إسلامية كي تسير حكوماتهم. وفي يوم السبت المقبل، سيصوت الليبيون في الانتخابات ليحددوا ما إذا كان بندول "الربيع العربي" يواصل اتجاهه نحو تيار "الإسلام السياسي" أم أن النتائج التي قد تسفر عنها هذه الانتخابات ستضع حداً لجاذبية هذا التيار؟ زخم هذا التساؤل يأتي من كون الإسلاميين الليبيين غير متفقين على الانخراط في العملية السياسية ومن ثم الترشح في الانتخابات لشغل مناصب قيادية أو معارضة الانتخابات باستخدام العنف. وتشير الكاتبة إلى أن إسلاميي مصر وتونس لديهم تاريخ طويل في السياسة والعمل المدني، لكن لم تشهد ليبيا انخراط الإسلاميين في أحزاب سياسية أو تيارات مدنية، فالقذافي قمعهم وأعدمهم على أعمدة الإنارة، ولذلك لا يعرف الليبيون سوى القليل عن قادة التيار الإسلامي، ولا يعرفون أيضاً رؤيتهم لمستقبل ليبيا الذي سيبدأ تشكيله السبت المقبل عندما يصوت الليبيون لاختيار 200 عضو في برلمانهم الوطني الجديد. إسلاميو ليبيا-حسب عمر عاشور الباحث بمركز بروكينجز في الدوحة- لم تتح لهم الفرصة أبداً لتحويل أيديولوجياتهم إلى سياسات أو بنى وهياكل رسمية، وهم يحاولون فعل ذلك خلال الشهور وربما السنوات المقبلة، وتنبأ عاشور أن هؤلاء الإسلاميين قد يبلون بلاء حسناً في ليبيا لأن الأحزاب العلمانية أقل منهم شهرة. رومني وروسيا في تقريره المنشور بـ"لوس أنجلوس تايمز" أول من أمس الاثنين، وتحت عنوان “موقف رومني المتشدد قد يتسبب في أزمة بين موسكو وواشنطن"، أشار "بول ريتشر" إلى أن تعليقات وردت على لسان "ميت رومني" المرشح "الجمهوري" في انتخابات الرئاسة الأميركية، لفتت انتباه الروس، ومن بين هذه التصريحات أن روسيا من الناحية الجيو سياسية، هي العدو رقم واحد للولايات المتحدة. وضمن هذا الإطار، قال "أليكسي بوشكوف" رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس "الدوما" الروسي إن قادة روسيا ينظرون بقلق لتصريحات "رومني" وهم مهتمون بمستشاريه من "المحافظين الجدد" و"الواقعيين" الذين يؤثرون على حملته."بوشكوف" نوّه إلى أن "رومني" لن يكون شريكاً سهلاً بالنسبة لموسكو، وأن ثمة اعتقاداً بأنه سيعيد سيرة إدارة بوش الابن. ولاحظ النائب الروسي تعليقات رومني التي تؤكد هيمنة الولايات المتحدة على القرن الحادي والعشرين. ويستطرد قائلاً إذا كان "رومني" جاداً في تصريحاته، فإنه ربما يختار نمط "المحافظين الجدد"، ومن ثم قد يُدخل بلاده خلال السنة الأولى من رئاسته في أزمة مع روسيا. يُشار إلى أن المرشح "الجمهوري" كان قد أجرى في مارس الماضي مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي.إن.إن"، وقال خلالها إن روسيا من دون شك العدو الجيوسياسي رقم واحد للولايات المتحدة. وأن الروس يقاتلون من أجل فاعلين دوليين هم الأسوأ في العالم، وأن مرونة أوباما المتزايدة في التعامل مع روسيا تثير المشاكل. وقد لاحظ "بوشكوف" أن مستشاري السياسة الخارجية الذين يعملون في حملة "رومني" الانتخابية يتم تصنيفهم في روسيا ضمن "المحافظين الجدد" من أمثال "روبرت كاجان"، وهو أمر ليس إيجابياً بالنسبة للروس. على صعيد الآخر، تحتاج العلاقات الأميركية إلى إعادة إطلاق، وذلك على الرغم من أن أوباما كان قد تحدث عن هذا لأمر، فثمة خلافات بين الطرفين تجاه قضايا من بينها سوريا والدفاع الصاروخي، ولا يزال أوباما شريكاً مقبولاً لدى موسكو حتى في حال فوزه بفترة رئاسية ثانية. كما أن أوباما التقى بوتين في قمة مجموعة العشرين بالمكسيك واتفقا على أنهما لا يريدان نزاعات شخصية. الطريق المشُوَّش تحت هذا العنوان، نشرت "نيويورك تايمز" يوم الجمعة الماضي افتتاحية رأت خلالها أن القادة الأوروبيين التقوا الأسبوع الماضي في بروكسل ونجحوا مرة أخرى طوال يوم واحد، في أن يقولوا ويفعلوا ما يكفي للخروج من أزمة الديون الأوروبية. ومع وصول إسبانيا إلى مرحلة الخطر، وفي ظل احتمالات وصول الأزمة إلي إيطاليا، كانت قمة بروكسل بمثابة استعراض للتضامن أكثر من كونها منتدى يروم الوصول إلي توافقات عاجلة. الاتفاقات الكبرى تدور حول طرق من خلالها تستطيع أوروبا توفير التمويل اللازم للخروج من الأزمة بطريقة أكثر مرونة... القادة الأوروبيون اتفقوا على ضح أموال بطريقة مباشرة إلى البنوك الإسبانية، وذلك بدلاً من تقديم قروض للحكومة الإسبانية، ضمن خطورة تهدف إلى تحقيق الاستقرار في البنوك دون جعل الحكومة تغرق أكثر وأكثر في لجة الديون. واتفقوا أيضاً على تخفيف القيود على عمليات التمويل التي تتم بغرض شراء سندات البلدان المنكشفة مالياً كإسبانيا وإيطاليا، واتفقوا كذلك على إنفاق 130 مليار يورو (قرابة 160 مليار دولار) على البنى التحتية وعلى مشروعات تهدف إلى تحفيز النمو وتوفير فرص العمل. لكنهم لم يعالجوا سياسات التقشف التي تدعمها ألمانيا وتفرضها على البلدان الأوروبية المتعثرة كشرط للحصول على المساعدات المالية...وحسب الصحيفة، فإن الاستخدامات الأكثر حرية للأموال اللازمة لإنقاذ البنوك الأوروبية موجهة أساساً للدول التي عانت بالفعل من تخفيضات حادة في الميزانيات، كما أن الإنفاق على توفير الوظائف وتحفيز النمو سيتم تمويله عبر صناديق الاتحاد الأوروبي، ما يعني أنه لن يسفر عن فوائض إضافية لدى الاقتصادات التي ضربتها الأزمة. وتشكك الصحيفة في إمكانية تفعيل الخطط المالية الواردة في قمة بروكسل، فهي تنطوي على تنازلات ألمانية، حيث أصرت برلين في السابق على ضح أموال المساعدات عبر الحكومات الأوروبية التي يفترض أنها تقبل بإجراءات التقشف. القادة الأوروبيون وافقوا على تدشين نظام جديد للإشراف البنكي على "اليورو"،وتلك خطوة وصفتها الصحيفة بالإيجابية، التي من شأنها تعزيز العملة الأوروبية الموحدة. لكنها ستستغرق وقتاً، فربما يتم تدشين النظام المقترح نهاية العام الجاري على أقرب تقدير ما يعني أن ثمة احتمال حدوث بعض التأخير في تمويل البنوك الأوروبية المتعثرة. وحسب الصحيفة، تحتاج منطقة "اليورو" إلى مزيد من الخطوات الإصلاحية بحيث تشمل خطة لتحقيق نمو اقتصادي متوازن، الخطط الواردة في قمة بروكسل تحتاج بعض الوقت لتفعيلها، والسؤال الآن: هل ستستخدم أوروبا هذه الخطط لتحقيق التغيير المطلوب؟ مخاطر "الاحتباس" يوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان "الاحتباس الحراري في فنائنا الخلفي"، نشرت"لوس أنجلوس تايمز" افتتاحية، استنتجت خلالها أن واقع التغير المناخي بدأ يضرب الأميركيين داخل وطنهم، لذا حان الوقت لإعداد خطط يتم الاستعداد فيها لأيام أكثر ارتفاعاً في درجات الحرارة، ولبحار ترتفع فيها مناسيب المياه بمستويات غير مسبوقة. الصحيفة ترى أن الأمر لا يتعلق بالدبب القطبية فقط التي قد تتضرر بالاحتباس الحراري. وضمن هذا الإطار أعدت جامعة كاليفورنيا، دراسة مفادها أن عدد أيام الصيف التي تشهد زيادة في درجات الحرارة سوف تزداد في مدينة لوس أنجلوس، ومن خلال مقارنة درجات الحرارة في الصيف طوال العقود الثلاثة الماضية، وجدت الدراسة أن عدد الأيام التي تتجاوز فيها درجة الحرارة 95 درجة فهرنهيتية ستزداد بمقدار أربعة أضعاف خاصة في مناطق مثل "وادي سان فرنادو"، والنتيجة المتوقعة إصابة السكان بالحساسية وستتضرر بعض أصناف من الحشرات والحيوانات كما ستزداد حرائق الغابات. وبعد صدور هذه الدراسة، صدر تقرير عن "مجلس البحوث الوطني" تضمن تنبوءاً مفاده أن مستوى المياه في شواطئ كاليفورنيا سيشهذ ارتفاعاً يفوق المتوسط العالمي. إعداد: طه حسيب