في مقاله المنشور هنا يوم الجمعة الماضي، وعنوانه "الدفاع عن الثقافات"، يؤكد الدكتور رياض نعسان آغا على المساحة الكبيرة التي يحتلها التباين الفكري في صراعات النخب السياسية العربية، محذراً الحركات الإسلامية التي أوصلها "الربيع العربي" إلى كراسي الحكم في أكثر من بلد عربي، من الوقوع في الأخطاء الكارثية التي ارتكبتها الحركات القومية حين أقامت أنظمة حكم شمولية تحارب حرية الرأي الآخر وتفرض نظام الحزب الواحد. ثم يقول إن أخطر ما نخشى وقوعه في تجربة مصر القادمة، هو أن تتحول جماعة "الإخوان المسلمين" أو "حزب الحرية والعدالة" إلى حزب حاكم يتفرد بسلطة مطلقة، حيث إن تلك هي المفسدة المطلقة. لكني أعتقد أن خشية الكاتب في محلها إلى حد كبير، وأتمنى أن تجد تحذيراته أذناً صاغية وعقلاً واعياً، لاسيما أن قوى كثيرة لم تر من الجماعة والحزب ما يطمئنها حتى الآن، بل هناك خشية لدى عدد غير قليل من المصريين حيال ما أصبح يطلق عليه "التكويش"، أي التفرد بالحكم والاستئثار بالسلطة لصالح فصيل واحد قُدّر له أن يصل، بما توافر له من وسائل خاصة، إلى مساحات كبيرة في مفاصل السلطة واتخاذ القرار. جلال عمر -بيروت