هالَني مقالٌ قرأته هنا، في عدد الاثنين الماضي، وفيه يتحدث كاتبه نيكولاس سيلي عن الواقع الصحي والطبي القائم في سوريا حالياً، والذي لا يمكن وصفه بأقل من أنه كارثة مروعة. فالعقاقير والأمصال والحقن والإبر والضمادات والمطهرات... وجميع الأدوية والأدوات الطبية، مطاردة في سوريا هذه الأيام، بل أصبحت تمثل العدو الأول الذي تتعقبه السلطات الأمنية في عملياتها ضد الثوار والمعارضين ومعظم المواطنين العاديين. وفي هذا الواقع، يقول الكاتب، أصبح كل من لديهم جروح أو حروق أو أمراض من أي نوع يهابون اللجوء للمستشفيات الحكومية، مخافة الاعتقال والسجن والتعذيب، مما زاد الطلب على الرعاية الطبية السرية. وبالطبع كان لابد للمجتمع أن يعوّض الخدمات الطبية التي أصبحت محاطة بسياج سميك من الإجراءات الأمنية، عن طريق عمليات التهريب التي أصبح الثوار والمواطنون السوريون يفقهون ضروبها ودروبها، لتوفير الحد الأدنى الممكن من الاحتياجات الطبية والدوائية في ظل الحرب القائمة وظروف الحصار القاسي على سكان المدن والبلدات. عيسى محمد -الأردن