الحرب تفعل بأهلها الأعاجيب وتثير من الغرائز ما يدفع إلى غير المتوقع في أوقات السلم. هكذا يحدث في كل زمان ومكان يكتب فيه على الناس معايشة الحرب، كما يقع حالياً في ولاية جنوب كردفان حيث تدور مواجهات بين الجيش السوداني وبقايا "شمالية" من "الجيش الشعبي لتحرير السودان" الذي يحكم جنوب السودان منذ انفصاله أواخر العام الماضي. وهنا في جبال النوبة، قرب بلدة "تس"، بجنوب كردفان، نرى في هذه الصورة، رجلين وكأنهما شبحان يتراءيان من بعيد، يتجهان نحو أحد الكهوف، وقد حمل كل منهما سريراً. من أشد مشكلات الحرب سوءاً أن تغيب الحدود الفاصلة بين المدنيين والعسكريين، وهذا ما يحدث جزئياً في جنوب كردفان، حيث نزح الكثير من السكان هرباً مما قال "الجيش الشعبي" إنها غارات جوية تنفذها القوات المسلحة السودانية ضد المدن، فيما تتحدث الخرطوم عن "عمليات" لملاحقة فلول "الجيش الشعبي" الذي يتلقى الدعم من جوبا عبر الحدود البرية للولاية مع جنوب السودان. وفي الحرب تضيع الأرواح، ولا يبقى من الحقيقة غير الظلال والأشباح! (رويترز)