عنصرية ضد الأفارقة... ورسالة حول "السلام" مع مصر! ------------- تحريض على المهاجرين الأفارقة في إسرائيل، واستمرار تهويد القدس في يوم الاحتفال بها، ورسالة مفتوحة إلى الرئيس المصري القادم، ثم كيفية التعامل مع إيران نووية... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. ------------- تحريض ضد المهاجرين انتقدت صحيفة "هآرتس" بشدة في افتتاحيتها ليوم أمس الجمعة الحملة التحريضية التي شنها بعض الساسة على المهاجرين الأفارقة في الأحياء الفقيرة لتل أبيب والتداعيات السلبية لذلك على سلامتهم، فقد وقفت في الأيام القليلة الماضية مجموعة من السياسيين الإسرائيليين المحسوبين على حزب "الليكود"، ومعهم بعض السياسيين من حزب "كاديما"، في الساحات العامة أمام حشود من الجماهير مطالبين بطرد المتسللين الأفارقة، رافعين شعارات عنصرية ضد السودانيين الذين يعيشون في إسرائيل. ولم تمضِ سوى ساعات على الحشود التي خطب فيها السياسيون حتى تحركت جماعات من الشباب واليافعين نحو الأحياء الفقيرة التي يتواجد فيها المهاجرون ليشرعوا في مهاجمتهم، مستخدمين العصي والعبارات البذيئة التي تطالبهم بالرحيل، بل قام البعض بتهشيم واجهات المحال والتعدي على سائقي التاكسي من الأجانب. ومن السياسيين الذين لعبوا دوراً سلبياً في عملية التحريض وانخرطوا في عملية المطالبة برحيل الأجانب، تشير الصحيفة إلى "ميري ريجيف"، عضو الكنيست عن حزب "الليكود" والمتحدثة الرسمية السابقة للجيش الإسرائيلي، ثم "داني دانون"، العضو الآخر في الكنيست عن نفس الحزب، واللذين وقفا يخطبان في حشد من الجماهير تجاوز الألف نادوا بضرورة ترحيل المهاجرين الأفارقة وبعودة السودانيين إلى أرضهم. وإذا كانت الصحيفة تدين بأشد عبارات الحملة العنصرية التي تعرض لها المهاجرون، معتبرةً أن ذلك يضرب في الصميم مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان التي قامت عليها إسرائيل كما تقول، فإنها تندرج في إطار الصراع السياسي، بحيث تسعى قوى بعينها إلى استخدام ورقة المهاجرين لحشد التأييد وسط الناخبين والتشجيع على العنصرية واللاتسامح داخل المجتمع الإسرائيلي، ضاربين بعرض الحائط التداعيات السلبية لتلك الحملة التحريضية على سمعة إسرائيل في الساحة الدولية. يوم القدس بهذا العنوان استهلت "هآرتس" افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي كاشفة الأكاذيب التي تروجها إسرائيل حول القدس باعتبارها العاصمة الموحدة للدولة العبرية. فبمناسبة يوم القدس الذي احتفلت به إسرائيل يوم الأحد الماضي، تجمع اليهود في مناطق متعددة من المدينة يحتفلون بما يعتبرونه مدينتهم "الموحدة" على حساب العزلة المتزايدة لسكانها العرب الذين يتذكرون يوم احتلال المدينة وضمها إلى إسرائيل. بل إن رئيس الوزراء، نتنياهو، تحدث إلى حشد من الناس قائلاً: "جئنا بحكومة وحدة إلى مدينة موحدة"، في استفزاز واضح للمواطنين العرب، وفي انتهاك للقانون الدولي الذي لا يعترف حتى اليوم بأن القدس عاصمة لدولة إسرائيل بالنظر إلى استمرار النزاع حولها مع الفلسطينيين. وتؤكد الصحيفة أن سياسات التهويد المتواصلة التي انتهجتها السلطات الإسرائيلية على مدى سنوات، فشلت في طرد السكان الفلسطينيين الذين يشكلون حوالي 38 في المئة من سكان المدينة المقدسة. ورغم عمليات هدم المنازل والتضييق على العرب بمنع إعطائهم تراخيص للتوسع العمراني، مازال سكانها العرب متشبثون بالبقاء في المدينة. هذه السياسات المنحازة كانت لها آثار عكسية بحيث زادت كراهية السكان العرب لإسرائيل وتعمق نفورهم منها بسبب سياساتها التمييزية، كما زاد الفقر في صفوف العرب، حيث تشير إحصاءات جمعية الحقوق المدنية الإسرائيلية إلى أن نسبة الفقر في أوساط الأطفال العرب بالقدس بلغت 84 في المئة، بينما وصلت نسبة الأطفال العرب الذين لا يكملون تعليمهم الأساسي 40 في المئة. لكن رغم هذا الواقع، تُواصل إسرائيل سياستها الرامية إلى إخراج العرب من القدس والتنصل من استحقاق التفاوض مع الفلسطينيين لتحديد مصيرها. رسالة إلى رئيس مصر المقبل وجه جنديا احتياط في قوات النخبة بالجيش الإسرائيلي، "دانيال سوهارينو" و"آفي نافي"، رسالة مفتوحة إلى الرئيس المصري المقبل في صحيفة "جيروزاليم بوست"، يناشدانه فيها بالحفاظ على معاهدة السلام بين البلدين والتصدي لنظريات المؤامرة التي كان يتغذى عليها النظام السابق. لكن قبل ذلك يستهل الجنديان الرسالة بتعداد المشاكل التي تعانيها مصر اليوم والتي لا شك أنها تمثل تحديات جسيمة للرئيس القادم، مثل الوضع الاقتصادي المتردي، والحالة الأمنية غير المنضبطة، بالإضافة إلى جحافل العاطلين عن العمل الذين يحتاجون إلى فرص جديدة... كل تلك التحديات، يقول الجنديان، ستستغرق وقت واهتمام الرئيس، وإن كانت الحملات الانتخابية للمرشحين حفلت، كما يقولان، بالإشارات السلبية عن إسرائيل باعتبارها العدو المتربص بمصر وبأمنها. والحال، يقول كاتبا الرسالة، إن وجود مصر قوية في الشرق الأوسط يصب في مصلحة إسرائيل لمواجهة خطر الإرهاب، ومنع تسلل عناصره إلى سيناء ومن ثم إلى إسرائيل، كما دلت على ذلك الحوادث الأخيرة واستهداف إيلات، وهو ما يحتم التعاون بدل الصراع والكف عن إشهار ورقة تغيير معاهدة كامب ديفيد بين الجانبين، هذه المعاهدة التي جاءت، حسب قولهما، لإنهاء سنوات من الحروب المتكررة أهدرت الدماء والأموال واستنزفت قدرات كان يمكن توظيفها لضمان رقي الشعبين وازدهارهما. وفي هذا السياق يعبر جنديا الاحتياط عن تخوفهما مما يسمعانه من تعهدات بعض المرشحين بمراجعة اتفاقية السلام أو إلغائها تماماً، لأن ذلك من شأنه إعادة الاضطراب إلى المنطقة، في وقت يقولان إن التركيز المشترك للجانبين ينبغي أن ينصب على مطامع إقليمية تسعى للهيمنة على الشرق الأوسط. وبدلاً من العودة إلى ماضي الحروب والصراعات، ينصح الجنديان القيادة المصرية المقبلة بتعميق أواصر التعاون بين البلدين والحفاظ على السلام لضمان بيئة مناسبة للازدهار الاقتصادي والرخاء الاجتماعي، وذلك لما فيه مصلحة الشعبين معاً. استعدوا لإيران في مقاله المنشور بصحيفة "يديعوت أحرنوت" يوم الخميس الماضي استعرض الكاتب والمعلق الإسرائيلي "إيتان هابير" المحطات الأساسية التي قطعها البرنامج النووي الإسرائيلي قبل أن تمتلك الدولة العبرية قدرات الردع النووية التي، وإن لم يكن معلن عنها رسمياً، فإنها جزء من القوة العسكرية في إسرائيل. لكن الكاتب الذي يستعرض التاريخ بدءاً من الآباء المؤسسين للترسانة النووية، مثل بيرز ودوره البارز في هذا المجال، يريد في النهاية التركيز على إيران وبرنامجها النووي المثير للجدل. فإذا كانت إسرائيل قد نجحت في مشروعها، فذلك لأنها استغرقت وقتاً طويلاً من الجهد والعمل المتواصلين كلفاها الكثير من الأموال من جهة، وحيل سياسية ودبلوماسية لا حصر لها للتغطية على برنامجها من جهة أخرى. فلماذا لا تسلك إيران الطريق نفسه؟ ورغم التصريحات المعلنة من قبل القادة الإيرانيين بأنهم ضد السلاح النووي، وبأن التخصيب لأغراض مدنية، تبقى الحقيقة، يقول الكاتب، إن إيران أخفت عن العالم برنامجها النووي لسنوات قبل أن يُكشف ويُفتضح أمره، ثم بعد ذلك سارعت إلى نفي أية أبعاد عسكرية للتخصيب... وهي ألاعيب يعترف الكاتب أن إسرائيل نفسها كانت تنتهجها لتمرير تجاربها النووية واستغفال العالم حتى تصل في النهاية إلى ما تريده، أي تطوير ترسانة نووية تجعلها متفوقة عسكرياً في محيطها. واليوم، وأمام التحديات الأمنية التي تواجهها والتهديدات الخارجية، فإن إيران قد تسرع من وتيرة التخصيب لتبلغ مرادها وتطور أسلحتها النووية، أما إسرائيل التي لا تكف عن التلويح بالتدخل العسكري، فتعرف جيداً أنها لا تستطيع ذلك دون مساعدة أميركية، هذه المساعدة التي قد لا تأتي في ظل التحفظ الأميركي وعدم رغبة واشنطن في دخول حرب جديدة... ليبقى السؤال المطروح على قادة إسرائيل: ما العمل؟ وكيف التعاطي مع إيران الذاهبة حتماً نحو القنبلة النووية؟ إعداد: زهير الكساب