في مقاله الأخير المنشور هنا يوم الخميس الماضي، حلل الدكتور وحيد عبد المجيد جوانب وخلفيات معركة الانتخابات الرئاسية بين "الإخوان المسلمين" والسلفيين، مبرزاً بعض محطات الخلاف والصراع بين الجانبين، وكيف تعذّر إيجاد توافق لبناء الثقة بينهما في أحيان كثيرة، ليتحول الموقف إلى صدام مكشوف ومنافسة لا يكاد يكون لها سقف أو حدود ضابطة. وفضلاً عما يعنيه ذلك من أولوية السياسي على الديني في نشاط التيارين، خلافاً لما يعلنانه على الدوام، فإن خطابهما حول الشريعة، والذي لاحظ الكاتب طبيعته المتذبذبة هبوطاً وصعوداً حسب الموقف والظرف، فإنه أياً كانت مكاسبهما من وراء ذلك الخطاب المعلن حول الشريعة، فإنها ستبقى مكاسب تكتيكية بالأساس وتتعلق بانتخابات وحسب. أما الشيء الأهم في نظري فهو أن يتعرف الشعب المصري عن كثب على قواه السياسية، وأن يميز بين الشعار والحقيقة، الادعاء والقناعة، الدعاية والاعتقاد. فأي فصيل سياسي واثق من نفسه وصادق مع جمهوره، قلّما يكون مضطراً لدغدغة العواطف وإثارة الغرائز. ناصر سليم -مصر