تبذل دولة الإمارات جهوداً حثيثة لتوفير المناخ الملائم لاحتضان المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتسهيل مهامها في تأدية دورها في دعم مسيرة التنمية في الدولة، خاصة أنها تمثل القوام الرئيس لمؤسسات الأعمال، لكونها تشكل نحو 90 في المئة من مجمل عدد تلك المؤسسات، وتوظف ما يقرب من 85 في المئة من الأيدي العاملة في الدولة، ولذلك فإن دولة الإمارات تضع دعم هذه الفئة المهمة من مؤسسات الأعمال ضمن أهم أولوياتها، من خلال تهيئة البنى التحتية المناسبة وتقديم الدعم المناسب لها في صورة دعم مالي ودعم فني وخدمات ومرافق بأسعار تنافسية، بالإضافة إلى تنظيم المعارض الترويجية، ومساعدتها في الوصول إلى الأسواق من أجل تسويق منتجاتها. ولا تقتصر الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات في إطار دعمها المشروعات الصغيرة والمتوسطة على النطاق المحلي، بل تمتد إلى الخارج لتتبنى مبادرات ذات طابع إقليمي، تستهدف دعم هذه الفئة الحيوية من المشروعات لتأدية دورها في النشاط الاقتصادي والتنموي على المستوى الإقليمي، من خلال التنسيق بين دول منطقة الشرق الأوسط وتبادل الخبرات في ما بين هذه الدول، بما يسمح بتعظيم الاستفادة منها، ورصد المشكلات التي تواجهها، واتخاذ الإجراءات الوقائية التي تساعدها في التغلب على التحديات التي تمر بها وتحميها أيضاً من الأزمات المحتملة. ويأتي "ملتقى الشرق الأوسط للمشروعات الصغيرة والمتوسطة" الذي انعقد على الأراضي الإماراتية، مؤخراً، ضمن الجهود والمبادرات التي تميز العمل الإماراتي من أجل دعم هذه المشروعات. ويبرز هذا الملتقى بانعقاده بمبادرة إماراتية، أهمية الدور الريادي الذي تضطلع به الدولة في هذا الشأن. وهذا الملتقى يضيف إلى الغايات التي تستهدفها الإمارات من خلال جهودها الإقليمية، بخلاف ما سبق ذكره من غايات وأهداف في هذا الشأن، أيضاً إيجاد قنوات وفرص استثمارية لرواد الأعمال الشباب في المنطقة، عبر تمكينهم من تبادل المعلومات حول الفرص الاستثمارية المتاحة في دول المنطقة. وتعرف أحدث وسائل العمل والإنتاج المتبعة في المنطقة والعالم أيضاً، وذلك عن طريق التأسيس لمنبر يلتقي فيه رواد هذه المشروعات والقائمون عليها مع صانعي السياسات الحكومية المتعلقة بالقطاع وكبار الممولين من مؤسسات مالية ومصارف، وجمع هؤلاء بمجموعة مميزة من الخبراء الدوليين ذوي الخبرة في هذا الشأن. ويمثّل الملتقى المذكور أحد البؤر والنقاط المهمة لتسليط الأضواء على المشكلات والتحديات التي يواجهها قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة، وتعبئة الطاقات الإقليمية من أجل محاصرة هذه المشكلات والتحديات، بخاصة مشكلتا ضعف التمويل وضعف الخبرات والمهارات الفنية والإدارية لدى القائمين عليها، وذلك من خلال جذب هذا الملتقى الأنظار الإقليمية والعالمية إلى القطاع، وفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية لدخوله سواء عبر الاستثمار المباشر، من خلال تأسيس مشروعات جديدة، أو عبر تقديم التمويل للمشروعات القائمة بالفعل من خلال التعاون مع المصارف والمؤسسات المالية العاملة داخل الدولة، كما أن هذا الملتقى سيمكن القائمين على هذه المشروعات من التعرف على المراكز والمعاهد ومؤسسات التدريب والتأهيل المتخصصة في هذا القطاع، وعلى المهارات والخبرات المستحدثة التي من شأنها زيادة كفاءة أداء المشروعات وتمكين روادها من تحقيق الأهداف المنشودة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية